كثر الجدال والخلاف حول هدم وتحطيم التماثيل التاريخية في مصر خاصة التمثال المعروف بـ (أبو الهول)
أبو الهول عبارة عن تمثال بجسم أسد ورأس إنسان يقع في الجيزة بمصر. قيل إنه يمثل الملك ( خفرع ). وقيل إن ( خوفو ) هو الذي بناه حيث إن وجه أبو الهول يشبه تمثال ( خوفو ). وقيل إنه يمثل إله الشمس (حور-إم-آخت)، واستدلوا على ذلك بوجود المعبد المقابل له. ومسألة من هو باني هذا التمثال وما يمثله لازالت مفتوحة للبحث، ولكن استجدت مسألة أخرى للبحث حول الحفاظ على أبو الهول كمعلم آثري تاريخي لمصر أو هدمه من منظور إسلامي.
هنا بعض التساؤلات التي تدور حول هذا الموضوع :
- لماذا لم يهدم الصحابة رضوان الله عليهم هذه الأصنام عندما فتحوا مصر؟
- هل رأوها؟ إن رأوها ما المانع من هدمها آنذاك؟
البعض فسر ذلك بأن الصحابة رضوان الله عليهم لم يروها حيث أنها كانت مغمورة بالرمال وتم اكتشافها منذ قرنين، والآخر فسر بأنه لم تتوفر الإمكانيات لهدمها. ولكن ليس هناك دليل قاطع يثبت رؤية الصحابة للتماثيل أو عدم رؤيتهم لها.
- هل هذه التماثيل أصناماً تُعبد؟
إن كانت تعبد فهل كان سيعارض أهل مصر هدمها في عصر الصحابة رضوان الله عليهم؟ فمن المعروف أن غالبية سكان مصر كانوا على الديانات الإبراهيمية، نصارى ويهود ومسلمون. وجميع هذه الديانات تنص على توحيد الله في العبادة وقام رسلها بتحطيم وحرق الأصنام المعبودة. حيث هدم أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام الأصنام التي كان قومه يعبدونها، قال تعالى: ((فَرَاغَ إِلَىَ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ * فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ * فَأَقْبَلُوَاْ إِلَيْهِ يَزِفّونَ * قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ )) [ الصافات :91-95 ]. وموسى عليه السلام حرق العجل الذي صنعه السامري ونسفه في اليم، لأن قومه اتخذوه اله، قال تعالى: (( وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا )) [ طه: 97]. وقام محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم بهدم وتكسير الأصنام عند فتح مكة.
- ماذا إن لم تكن هذه التماثيل أصناماً تعبد؟
البعض يرى بوجوب هدمها حتى وإن لم تكن تعبد امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح مسلم ” قال لي عليُّ بنُ أبي طالبٍ : ألا أبعثُك على ما بعثني عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ؟ أن لا تدعَ تمثالًا إلا طمستَه . ولا قبرًا مُشرفًا إلا سوَّيتَه . وفي روايةٍ : ولا صورةً إلا طمَسْتَها .”
ولكن لا يزال الكثير يرى بأهمية البقاء على هذه التماثيل فهي ليست آلهة ولا تمس الديانات السماوية وإنما تمثل حضارة وتاريخ مصر، ولا سيما أنها تمثل اليوم معلماً سياحياً ودخلاً كبيراً للدولة.
وتبقى القضية محل جدل ونقاش …..
View the Original article
0 comments:
Post a Comment