محمد الرحمة المهداة:
نحن نحتفل هذه الايام بحلول عام هجرى جديد وحين تهل علينا هذه الايام بريحها الطيب التى يذكرنا دائما بما حدث فيها من معجزات تقشعر لها الابدان ومواقف ومعاهدات عديده مع سيدنا النبي -صلى الله عليه و سلم- حين عاهده اهل يثرب على الاخاء والرحمه والمحبه حين امنوا برسالته ودخلو فى دين الاسلام ودُعوه الى الهجره لبلدتهم لحمايته من الكفار التى كانو يعاملوه اسوء معامله ويعذبون اصحابه اشد الوان العذاب فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يهاجرو الى الحبشه والى بلدان اخرى ولكن سيدنا ابو بكر الصديف رفض الهجره حتى لايترك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحده حتى لايكون عرضه لاى اذى من قبل الكفار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبر فسيجعل الله لك خير صحبه ولم يكن يعلم ابى بكر ان خير صحبته هورفيق عمره وعندما علم قال فهى واللهى مااحسنها بصحبه وفى الليله التى حددت لهم للهجره طلب سيدنا محمدعليه الصلاة والسلام من ابن عمه على ابن ابى طالب ان ينام مكانه حتى لايشعر الكفار بغيابه بغيابه فيلحقوا به ويعرضوه للاذى هو وصاحبه,ووتحالف عليه الكفار مع الشيطان واتفقوا على ان يأخذو من كل قبيله من قبائل العرب رجلا ويقفوا امام منزله ويقتلوه بضربة واحده حتى يتفرق دمه بين القبائل ولاتقدر قبيلته على الاخذ بالثأر ,فأمره الله عز وجل ان يأخذ بيده حفنه من التراب ويلقى بها على وجه الكفار عند خروجه عليهم ويقول بسم الله الرحمن الرحيم(وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لايبصرون صدق الله العظيم)وخرج عليهم رسول الله ولم يروهوحين علم الكفار بخروجه بعد ان اذن لصلاة الفجر ولم يخرجللصلاه فدخلو بيته فوجدوا على ابن ابى طالب هو الذى بنام مكانه زاد غيظهم منه فراحوا يصيحون فى كل اركان مكه ان من يجد محمد ويقتله يكون له مكافأه مائة ناقه فسمع رجلا يدعى سراقه بالجائزه فأسرع ليلحق بهم لينال الجائزه ولكن اله كان له واخافه حتى كاد ان يموت فاقسم انه لن يلحق بهم وان يضلل من يسأل عنهم وحين احس سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه بالخطراختبئا فى غار حراء وبنت على بابه الحامه عشها ونسج العنكبوت عشه وحين احس سدنا محمد بخوف ابى بكرقال له لاتحزن فاءن الله معنا واكمل مسيرته صلى الله عليه وسلم م دون ان يصاب بأى اذى هو وصاحبه حتى وصلوا الى يثرب فوجدوا اهلها واقفون ينتظرون هلتهم ليستقبلوهم
بالورود والاغانى ليعبرو لهم عن مدى فرحتهم بوصولهم الى مدينتهم وعرضوا عليه ان ينزل بأى بيت فى المدينه ولكنه صلى الله عليه وسلم رفض واختار ان ينزل فى المكان التى سوف ترقد فيه ناقته وحين وقفتبنى له فى هذا المكان بيتا ومسجد وبهذا بنى اول مسجد فى الاسلام ومن هذا المكان بدء ينشر دعوته دون خوف او ضغط وراحت تعلوا صيحات الاسلام بالاذان بصوت بلال مْوذن الرسول دون خوف :ومن هذه المدينه بدء يخرج الاسلام بفتوحاته الى جميع ارجاء الارض على يد صحابة رسول الله ومن بياعوه ولم يدرك الكفار اينذال ان رسول الله ورسلاته انزلو على الارض ليملآوها امان وخير وبركه ورحمه وانها صفات فى
شخصيته، وفي دعوته، ومن صميم شخصيته رسولاً ونبياً ومبلغاً عن ربه وهادياً للناس. وحينما نقرأ قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ونقف أمام الآية ندرك سعة رحمة هذا النبي الكريم، وكيف كان صلى الله عليه وسلم يفيض رحمة في خلقه وسلوكه وأدبه وشمائله. وإنه لتناسب وتآلف في أرقى مستوياته بين الرسالة والرسول في هذه الرحمة، حتى لا يُتصور أن يحمل عبء بلاغ هذه الرحمة إلى العالمين إلا رسول رحيم ذو رحمة عامة شاملة فياضة طبع عليها ذوقه ووجدانه، وصيغ بها قلبه وفطرته..(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) [التوبة: 128]. فهو مثل أعلى للرحمة الإلهية لذلك وصفه الله تعالى بأنه رؤوف رحيم.
لقد أرسله الله تعالى رحمة للعالمين.. رحمة شاملة للوجود بأجمعه. يستطيع المؤمنون الاستفادة من الرحمة التي كان يمثلها النبي -صلى الله عليه و سلم- ذلك لأنه (بالمؤمنين روؤف رحيم) ويستطيع الكافرون والمنافقون أيضاً -إلى جانب المؤمنين – الاستفادة من هذه الرحمة كذلك. فعندما قيل له: ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم: “إني لم أُبعث لعانًا، وإنما بُعثت رحمة“.
كما أن رحمته شملت أسرته وأمته وأصحابه، فقد كان صلى الله عليه وسلم خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته، من طيب كلامه، وحُسن معاشرة زوجاته بالإكرام والاحترام، حيث قال عليه الصلاة والسلام: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”. كما أنه في تعامله مع أهله وزوجه كان يُحسن إليهم، ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم. كما كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: (دعي لي)، وتقول له: دع لي.
وكان صلى الله عليه وسلم رحيماً بالجميع، بل إنه يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه. و كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم. وجاء الحسن والحسين، وهما ابنا ابنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما حتى ووضعهما بين يديه، ثم قال صدق الله ورسوله(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [لأنفال:28] نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
فرحمة النبىصلى الله عليه وسلم- جعلته لطيفاً رحيماً، فلم يكن فاحشاً ولا متفحّشاً، ولا صخّاباً في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح. بل إن سيدنا أنس -رضي الله عنه- يقول: “خدمت النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، والله ما قال أفّ قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا“ ، وعن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: “ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادماً له، ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد في سبيل الله”. وفي رواية “ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله” .
ولذلك قال فيه القرآن الكريم: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وشاورهم في الأمر) [آل عمران:159] ، فقد كان منهجه الرحمة بالعباد والتخفيف من الإصر والغلال التي عليهم، وهو في هذا يقول صلى الله عليه وسلم: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) .
وتتجلّى رحمته -صلى الله عليه وسلم- بالمذنبين، وبمن لا يعرفون كيف تقضى الأمور فيعفو ليعلمهم كيف تكون الرحمه بخلق الله“.
كانت رحمة النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل غضبه، بل إنه في الحرب كان يقاتل بشجاعة، ولكنه أيضاً كان صاحب شفقة عظيمة، كان سياسياً، ولكنه في الوقت نفسه صاحب مروءة كبيرة وقلب كبير. ففي غزوة أحد استشهد عمه حمزة أسد الله على يد عبدا يدعى وحشى ورسوله ، ومُزّق جسده تمزيقاً. كما مُزّق جسد ابن عمته عبد الله بن جحش تمزيقاً. وشُجّ رأسه المبارك صلى الله عليه وسلم، وكُسِرت رباعيّته، وغطّى الدم جسده الشريف.
وبينما كان المشركون جادّين في حملتهم لقتله كان أكثر رحمة بهم، وكان يدعو: “اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون”. فهل يوجد أرحم من محمد في مثل هذه اللحظات.
وفي فتح مكة كيف تعامل مع من أخرجوه واذوه وتأمرو على قتله وكيف تعامل مع من حاصروه في شعب أبي طالب وتسببوا في وفاة أحب زوجاته إليه السيده خديجة رضي الله عنها، وفي وفاة عمه أبي طالب؟ فكيف كانت معاملته لأهل مكة بعد كل هذا التاريخ المملوء عداوة وبغضاً؟
لقد دخل مكة بعشرة آلاف مقاتل، دخل على مركبه، والدرع على صدره، والمغفر على رأسه، والسيف في يده، والنبال على ظهره، ولكنه بعد كل هذه المظاهرالتى تدعواللحرب كان نموذجاً للرحمة.
سأل أهل مكة: «ما ترون أني فاعل بكم؟» فأجابوه: “خيراً أخٌ كريمٌ وابن أخ كريم” فقال لهم اذهبو فأنتم الطلاقاء
View the Original article
0 comments:
Post a Comment