الإيمان له اركان هي
1 الإيمان بالله
الإيمان بالله والتسليم بربوبيته وألوهيته، فالربوبية: أن تؤمن بأن الله واحد لا ثاني له وهو الخالق والموجِد لكل شيء والقادر على كل شيء وله صفات الكمال التي لا يشوبها نقص بأي وجه من الوجوه. والألوهية: هو أن تصرف جميع العبادات والدعوات والصلوات إلى الله وحده لا شريك له.
2 الإيمان بالملائكة
الملائكة من مخلوقات الله خلقهم الله من نور ويتميزون بأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. كما أنهم جند الله الذين يستخدمهم في تصريف شؤون الكون وتبليغ الرسل وتسجيل الأعمال وغير ذلك. من ابرز الملائكة المذكورين في المصادر الإسلامية (وفي مصادر أخرى نصرانية أو يهودية): ملَك الروح (جبريل) وملَك الموت (ولم يرد اسمه في القرآن أو السنة الصحيحة) وملَك النفخ في الصور (اسرافيل) وملَك الجبال وجاء في الأحاديث ان السماوات السبع باتساع افلاك الكون وما وراءه لا يوجد فيها موضع قدم إلا وفيه ملك ساجد وملك راكع لله عز وجل…
الإيمان بكتب الله 3
انزل الله سبحانه وتعالى كتاباً مع كل نبي مرسل مثل التوراة التي انزلت على موسى والإنجيل الذي انزل على عيسى والزبور الذي انزل على داوود ، والقرآن الذي اوحي على النبي محمد كي يكون دستوراً شرعياً ودنيوياً للمسلمين. هناك كتب أخرى لم تذكر في مصدر إسلامي صحيح. يجب على المسلم ان يؤمن بأنها كتب من عند الله ولكن القرآن نسخ جميع الكتب السابقة وابدل معظم احكامها بأحكام أخرى للمسلمين. كما أن المسلم يؤمن بأن الكتب السابقة قد طالها الكثير من التحريف والتبديل. لا بد من الإشارة إلى ان القرآن الكريم جاء مع دعوة الإسلام العالمية بينما كانت الكتب السابقة محصورة بالأمم التي ارسل إليها الأنبياء ولذلك فإن شرائع الكتب السابقة محصورة أيضاً بالأمم التي ارسلت إليها.
4 الإيمان بالرسل
كنوح وعيسى ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه، وهم من البشر يوحي الله اليهم بالعقيدة والدين لتبليغه للناس، ويجب الإيمان بأن دعوتهم كانت واحدة على منهج واحد مفهومه توحيد الله بالعبادة وأن جميع الرسل كانوا يقولون لأقوامهم (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) وهؤلاء الرسل الخمسة المذكورين سابقا هم أولو العزم من الرسل (أي أفضلهم وأكثرهم عزما).
الإيمان باليوم الآخر 5
الإيمان بان الحياة سوف تنتهي في ذلك اليوم وتتحول الكائنات الحية كالحيوانات والحشرات والنباتات إلى تراب، وأمّا البشر فينقلون إلى حياة، أخرى قصيرة في القبر تسمى (البرزخ) ثم إلى الحياة الأبدية التي يكون المؤمن فيها في الجنة والنعيم ويكون الكافر فيها في النار والجحيم ، ويحاسب الناس فيها بان توزن اعمالهم ويخبرهم الله بما فعلوا فردا فردا ، فمن كانت أعماله حسنة نفعته في ذلك اليوم ومن كانت أعماله سيئة كانت شرا عليه ، وقد جاء في الحديث أن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة في الدنيا فبها ترحم الأم طفلها ويرحم الوحش ولده وادخر تسعة وتسعين رحمة ليوم القيامة يرحم بها العاصين من عباده.
الإيمان بالقدر خيره وشره من الله 6
ومفهومه أن الله يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن (لو كان كيف يكون)، وأن له قدرا كونيا وشرعيا، فالكوني هو ما يصرف الله فيه شؤون الكون كالموت والحياة والمطر والزلازل والعواصف، وهذا القدر قد يجعل الله فيه ما هو محبوبا لديه وقد يجعل فيه ما هو مكروها لديه كاضطهاد المؤمنين وكفر الكافرين. وأما القدر الشرعي فهو الأديان والعبادات التي يفرضها الله على عباده لتكون وسيلة الاتصال إليه. ويرى الإسلام ان للبشر حرية مطلقة فيما يفعلون الا ما كان من القضاء الكوني كالصحة والمرض والموت وغيره وأيضا فإن الله يعلم افعالهم قبل وقوعها ولا يجبرهم على فعلها.
توحيد الألوهية 7
الألوهية نسبة للإله المعبود المحبوب.. المرجو المطلوب.. الذي تذل وتخضع له القلوب.. فتطمئن بذكره.. وتسكن لقضائه وقدره.. تعبده وتتوكل عليه.. وإليه تنيب.. والإيمان بالألوهية.. هو: إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له.. وتفرده تعالى بصفات الإلهية.. قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (سورة البقرة:163). وقال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (سورة محمد:19). ويسمى توحيد العبادة.. ومعناه الاعتقاد الجازم بأن اللّه تعالى هو: الإلهُ الحق ولا إِلهَ غيره.. وكل معبود سواه باطل.. وإفراده تعالى بالعبادة والخضوع.. وأَن لا يشرك به أَحد.. ولا يُصْرَف شيء من العبادة لغيره.. وأَن يُعْبَدَ اللّهُ بالحُبِّ والخوفِ.. وعبادتُه ببعضها دون بعض ضلال .. قال الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (سورة الفاتحة:5). وقال: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (سورة المؤمنون:117) . وتوحيد الألوهية هو: أَول الدّين وآخره وباطنه وظاهره.. هو أَول دعوة الرسل وآخرها ولأَجله أُرسلت الرسل.. وسُلَت سيوف الجهاد.. وفرِقَ بين المؤمنين والكافرين.. وبين أَهل الجنة وأَهل النَّار.. وإنكاره هو الذي أَورد الأُمم السابقة موارد الهلاك.. وهو معنى: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (سورة الأنبياء:25) . ومَن كان ربا خالقا.. رازقاً.. مالكاً.. متصرفاً.. محيياً.. مميتاً.. موصوفاً بكل صفات الكمال.. ومنزها من كلّ نقص.. بيده كل شيء.. وَجَبَ أَن يكون إِلها واحدا لا شريك له.. ولا تُصْرَف العبادة إِلا إليه.. قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (سورة الذاريات:56).
[عدل]توحيد الربوبية
هو: إفراد الله بأفعال الرب تعالى ومقتضيات الربوبية.. من الخلق والرزق والتقدير .. والملك والسلطان والتدبير.. قال تعالى: {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (سورة الرعد:16). وقال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} (سورة الإسراء: 111). وتوحيد الأفعال إقرار بأن الله هو الفاعل الحقيقى لكل شيء. لقد عرفه الإمام الصنعاني فقال: “توحيد الخالقية والرازقية ونحوها ومعناه أن الله وحده هو الخالق للعالم فهو الرب وهو الرازق للخلق” بمعنى أن الرب سبحانه غني بنفسه.. وما يستحقه من صفات الكمال ثابت له واجب له لازم من لوازم نفسه تعالى.. لا يفتقر في شيء من ذلك إلى غيره.. بل أفعاله من كماله.. وإحسانه وجوده من كماله.. فلا يفعل شيئا لحاجة إلى غيره بوجه من الوجوه.. بل كلما يريده يفعله.. فهو فعال لما يريد.. وهو سبحانه بالغ أمره.. فكل ما يطلب فهو يبلغه ويناله ويصل إليه وحده لا يعينه عليه أحد.. ولا يعوقه أحد.. ولا يحتاج في شيء من أموره إلى معين.. وما له من ظهير.. ولا ولي من الذل وكبره تكبيراً.. و القول بحدوث أفعال الله تعالى .. باطل مردود بالنقل والعقل قال تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} ( سورة الأنعام: 164). والإيمان بأفعال الله طريق للإيمان بألوهيته تعالى.. بإفراده بالطاعة والعبودية..
8 الإيمان بالأسماء والصفات
ومعناه الاعتقاد الجازم بأَنَّ الله عزَّ وجلَّ له الأَسماء الحسنى والصفات العُلى.. وهو متَّصف بجميع صفات الكمال.. ومنزَّهٌ عن جميع صفات النقص.. متفرد بذلك عن جميع الكائنات..
وعقيدة المسلمين في أسماء الله تعالى وصفاته العلا تنطلق من الأصول التالية:
أولاً: أن المسلمين .. يَعْرِفُونَ ربهم بصفاته الواردة في القرآن والسنَة.. ولا يحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه.. ولا يُلحدون في أَسمائه وآياته.. ويثبتون لله ما أَثبته لنفسه من غير تمثيل.. ولا تكييف.. ولا تعطيل.. ولا تحريف.. وقاعدتهم في كلِّ ذلك قول الله تبارك وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (سورة الشورى:11). وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (سورة الأعراف:180). والإلحاد: هو الميل عن الحق والانحراف عنه.. ويدخل فيه: “التعطيل.. والتكييف.. والتمثيل”. فالتعطيل: هو عدم إِثبات الصفات.. أو إِثبات بعضها ونفي الباقي.. والتكييف: هو بيان الهيئة التي تكون عليها الصفات.. والتمثيل: هو إِثبات المثل للشيء.. مشابها له من كل الوجوه..
ثانياً: المسلمين .. لا يُحدِّدون كيفية صفات الله تعالى.. لأنه تبارك في علاه لم يخبر عن الكيفية.. ولأَنه لا أَحد أَعلم بالله من الله سبحانه.. قال تعالى: {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} (سورة البقرة:140).. وقال تعالى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (سورة النحل:74). ولأنه لا أَحد أَعلم بالله بعد الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والرسول أثبت الصفات دون تكييف أو تمثيل..
ثالثاً: أن المسلمين .. يؤمنون أَن الله سبحانه وتعالى هو الأَول ليس قبله شيء.. وهو الآخِرُ وهو الظاهرُ وهو الباطنُ الذي ليس دونه شيء.. قال تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (سورة الحديد: 3). وكما أَنَّ ذاته تعالى لا تشبه الذوات.. فكذلك صفاتهُ لا تشبهُ الصفات.. لأنَّه سبحانه لا سميَّ له.. ولا كفءَ له ولا نِدَّ له.. ولا يُقاس بخلقه.. فيثبتون لله ما أَثبته لنفسه.. إثباتا بلا تمثيل.. وتنزيها بلا تعطيل..فحين يثبتون لله ما أثبته لنفسه لا يمثلون.. وإذا نزَهوه لا يُعَطّلون الصفات التي وصف نفسه بها.. لأنَه لا يجوز أبدا أن يتخيل كيفية ذات الله تعالى أو كيفية صفاته..
9 العقيدة الإسلامية
العقيدة: العقيدة في اللغة: من “عَقَدَ” والعين والقاف والدال و يدل على الشدة ومن ذلك: العقد وهو نقيض الحل، نقول عقد الحبل وعقد البيع وعقد الصلح، فالعقد هو العهد، والعقود هي أوثق العهود، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} .. وقال جل في علاه: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ} .. وعقد فلان قلبه على الشيء أي لزمه ولم يفارقه، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: “الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ” ، أي ملازم لها لا يفارقها.
العقيدة في الاصطلاح: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، فهذه الأمور الستة هي أصول العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب الله العزيز، وبعث الله بها رسوله محمداً – عليه الصلاة والسلام. أو هي: “التصديق الجازم بأركان الإيمان الستة”. وهي ما يعقد عليه المرء.. نقول اعتقدت كذا: إذا عقدت عليه القلب والضمير.. والعقيدة: ما يدين به المرء، يقال: عقيدة حسنة.. أي: سالمةٌ من الشك.. والعقيدةُ عمل قلبي.. وهي إيمانُ القلب بالشيء وتصديقه به .. أما علم العقائد: فهو علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment