كنت أنوي الكتابة في موضوع الازمة الكورية القائمة حاليا بين الكوريتين الشمالية والجنوبية والعداء المباشر الواقع منذ اسابيع ويتصاعد بشدة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الامريكية الحليف الاستراتيجي الاول لكوريا الجنوبية. حضرت المادة العلمية والمعرفية اللازمة لأستوعب الموقف افضل واكتب فيه بشكل منطقي وواقعي يقدم صورة صحيحة غير مبالغة للمشكلة ودون تهوينها والتقليل من خطورتها في ذات الوقت. ولكن بعد ان فكرت قليلا في الامر وجدت ان الاولي والاجدي بالنسبة للقراء المهتمين بالامر ان اقدم لهم مقالا بسيطا معرفيا عن حقيقة اهم اذا استوعبها المرء فلا شئ يدعوه لأن يخمن او يفكر كثيرا في حقيقة الازمة الكورية ولا حتي الازمة مع ايران…!
كيف ذلك؟ الامر يا سادة ان السلاح النووي الموجود في العالم منذ اكثر من نصف قرن ويزيد جاء بناء علي بعض النظريات الفيزيائية النظرية وعلي رأسها نظريات العالم الامريكي الالماني الاصل البرت اينشتاين في العام 1905 م وما بعدها بما فيها النظرية النسبية العامة والخاصة، وبعض المعادلات في علم ميكانيكا الكم “الكوانتم” . من هذه النظريات وجد العلماء ان الذرة وهي الوحدة الاصل الاصغر لأي مادة في الطبيعة يمكن تفجيرها بواسطة تسليط نوع من الاشعاع علي نواتها وهي في قلب كل ذرة، وتكون النتيجة هي انفجار هائل يزداد في ذرات العناصر الاعلي في قيمة عددها الذري وهو عدد يعبر عن عدد الالكترونات التي تحتوي عليها مدارات هذه الذرة، ولذلك فاتجهت الابحاث التي اجراها خبراء انتاج السلاح في الولايات المتحدة وفي الاتحاد السوفيتي علي ذرات العناصر الكبيرة مثل اليورانيوم الذي تتجاوز عدد الكتروناته مائتي الكترون وتوقعوا ان تسليط اشعاع معين يستفز هذه الذرة والالكترونات للانفجار وتحرير الطاقة الكامنة فيها وتوقعوها طاقة ضخمة صعب تخيلها.
واستطاعوا من خلال عملية اسموها “تخصيب اليورانيوم” ان يحرروا طاقة ذرة اليورانيوم المشع وتوقعوا ان تكون الطاقة المحررة كفيلة بتدمير نطاق واسع من الارض في اي مكان، ولم يكونوا يعلمون ان انفجار ذرات اليورانيوم المشع كفيلة بأن تمحو مدينتين من الارض بمن فيهم سواء بشر او حيوانات او نباتات بل وتدمر البيئة في هاتين المدينتين تماما لفترات طويلة، واثر نفسي مرعب توارثته اجيال خلف اجيال من البشرية، وامراض وراثية تحملها الجينات لاجيال اخري علي رأسها السرطان. اتحدث هنا عن اول تجربة حقيقية للسلاح النووي الذري الذي قام به الامريكان في هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين في اثناء الحرب العالمية الثانية وتسببت في كارثة تاريخية لم تزل مؤثرة حتي الان في نفسية اغلب شعوب الارض.
من اجل ذلك ظهرت بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها في عام 1945م ونشأت الامم المتحدة لتضم اغلب دول العالم في اطار منظمة دولية واحدة، ظهرت فكرة الحد من انتشار السلاح النووي، وبدأت عدد من الهيئات الدولية ترسل بعثاتها الي كل نواحي الارض لتتمكن من الحد من الصراعات الشديدة والتي تتسبب في حدوث سباق في امتلاك السلاح النووي ولم تتمكن هذه الهيئات الاممية ان تلحق وتمنع عدد من الدول من امتلاك السلاح النووي فامتلكته البريطانيين والفرنسيين والهنود والصينيين والباكستانيين بالاضافة طبعا الي الامريكان والروس، وامتلكت المانيا حدود القدرة علي انتاج السلاح النووي في غضون ايام ولكن لم تمتلكه فعليا أي توافر لديها التكنولوجيا والادوات لانتاجه ولكن فضلت الادارة الالمانية الا تنتجه الا في حالة الضرورة فقط. ثم استمرت الحملات السياسية لنشر ثقافة الحد من السلاح النووي ووقع العرب جميعهم علي اتفاقية منع انتشار السلاح النووي طواعية بدون ان يضعوا شرطا يضمن توقيع اسرائيل ايضا الزاميا معهم ولكن لم يفعلوا، وامتلكت اسرائيل السلاح النووي في السبعينيات من القرن العشرين واعلنت عنه بشكل غير رسمي.
ولنا عودة في هذا الموضوع لنستكمل ما بدأناه…
View the Original article
0 comments:
Post a Comment