ان تقدم مجتمعات الدول الكبرى لم يكن محض الصدفة ؛ بل من جراء عدة عوامل ساعدت في تقدمهم ، ومن ابرز هذه العوامل فن وثقافة الادارة وثقافة الانجاز والعمل الجماعي……………..
لذا وجب علينا الوقوف عند كلمة العمل الجماعي ، أي العمل بشكل اسرة موحدة يربطهم هدف واحد وغاية مشتركة ؛ حيث نجد الكلمة السائدة عندهم نحن وليست انا، وصنع القرار يكون على شكل مشترك من طرف مختلف الاطراف المعنية واصحاب المصلحة ولا يكون على شكل انفرادي من طرف المدير العام مثلا، ويكون الجميع على علم بما يخرج من قرارات وجميع المعلومات الخاصة بالمؤسسة، ولاتكون اية سرية بين الاطراف المعنية في الاحتفاظ بالمعلومات ، ويكون تنظيم لاجتماعات دورية وغير دورية بين المدير واعضاء الادارة لمناقشة الافكار الجديدة واحوال المؤسسة الداخلية والخارجية وكافة المعلومات المتعلقة بالمؤسسة وليست لقاءات لاعطاء الاوامر والتعليمات فحسب، وتكون الشفافية حاضرة في هذه اللقاءات ، حيث لا نجد احادية الرأي انما يوجد رأي ورأي اخر. اضافة الى ذالك نلحظ وجود تكامل بين أعضاء المؤسسة وليس تنافس ، وهنا يكون تنظيم الفريق شبكي وغير تدريجي ، مما يفرض على الاعضاء الاحترام المتبادل بينهم والابتعاد عن القذف المتبادل ، وهناك مشاركة فعلية بين الجميع في الحقوق والواجبات والارباح والخسائر وليس استئثار فردي للمكاسب بينما يتحمل الافراد الاخرون التكاليف.
اضافة الى ذالك نلحظ وجود مصالح بين الجميع بعيدا عن المصلحة الفردية المتعارضة، مع وجود تشجيع للمواهب الشابة الصاعدة و القادمة لعالم الشغل وعدم استصغار وإحباط أي موهبة صاعدة ناشئة ، مع البحث ومراقبة بروز الاذكياء وانتدابهم لاستغلالهم احسن استغلال بتكوينهم التكوين اللائق بهم للاستفادة منهم وهنا نجد وفاء بين جميع افراد المؤسسة وليس جحود. ويحتاح أي مجتمع يرغب في التقدم ومواكبة العصر الى تطوير والاهتمام بمختلف وسائل الاعلام والتلفيزيون والتعليم الذي يعد الركيزة الاساسية والمقررات الدراسية والقوانين وبث روح وفكرة العمل الجماعي وسط هذا المجتمع وارساء فكرة العمل كاسرة وتحمل المكاسب والتكاليف معا واضفاء روح الاحترام المتبادل ونشر عقلية الجماعة على حساب عقلية الفرد ؛ والقضاء على العقلية القديمة المتخلفة والتي تبنى على أن مكسب فرد هو خسارة للفرد الآخر ، ومن خلال هذا كله فاننا لو طبقنا هذا كله سنقضي على قيمة الفردية التي نجدها في دول العالم المتخلف ؛وإرساء ثقافة الفريق التي تقود الى سيادة روح الجماعة التي تجعل الكل ضمن هذا الفريق يتبادلون الأدوار فيما بينهم بشكل تكاملي ومنسق والتي تؤدي حتما الى النجاح والتطور ؛ وهذا لان التقدم والتطور لاياتي من فراغ وانما ياتي من عمل جاد ومنظم تحت لواء الفريق الواحد.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment