صراع الذقون

on Saturday, February 23, 2013

بعد انتهاء الموجة الاولي للثورة المصرية العظيمة في فبراير 2011، قام زوجي تيار الاسلام السياسي – الذي اتحفظ بشدة علي كلاهما في تمثيل منهج الاسلام الصحيح واولي ان يسموا تيار اليمين الوسط (الاخوان) واليمين المتطرف (التيارات السلفية) – بالإتفاق علي منهج سياسي حتي مع اختلافهم الايديولوجي. فالاخوان المسلمين اقدم في مجال السياسة فهم غرقي فيه منذ ثمانين عاماً تقريباً وعاشوا عمرهم كله يعانون من امواجه وانقلاباته وعانوا كثيراً ولا شك من فساد انظمة استبدادية عذبتهم والقت بهم في السجون سنوات وقتلت منهم العشرات بل المئات في سجون امن الدولة وغيرها.

وللاخوان منهج في السياسة يختلف تماما عن السياسيين الجدد من التيارات السلفية التي اثرت ان تنتهج الدعوة فقط قبل الثورة اتقاء لشر النظام السابق حتي لا يصيبهم ما اصاب غيرهم. الاخوان يشتغلون بالسياسة لان منهجهم يقول بأن الطريق للحكم بما امر الله هو الوصول للسلطة وتطبيق الشريعة الاسلامية في الحكم. هذا ما اعلنوه سنين ورفعوا شعار “الاسلام هو الحل” ونادوا بمجابهة العدو الصهيوني في كل مظاهراتهم في الجامعات والميادين طوال سنوات حكم مبارك. واكتسبوا بهذا الشعار وهذا النهج يرضي طائف كبير من شعب قد تربي علي التدين والالتزام والتحفظ و يضمن اعداداً كبيرة من المتعاطفين والمؤيديين. أما السلفيين فقد تجنبوا السياسة تماما قبل الثورة خشية من اضطهاد امن الدولة التي كانت تقتادهم اساسا بمجرد تربية الذقون والالتزام بالصلاة في مساجد معينة الي معسكراتها ومراكزها وتعذبهم وتحقق معهم وتراقبهم. لذا فهم جدد في السياسة ودخولهم اليها سيواجههم بكثير من الاثار السلبية لقلة خبراتهم وفعلا قد حدث.

دخل السلفيين انتخابات مجلس الشعب السابقة وفازوا بربع عدد المقاعد وهذا يعد نصراً مؤزراً لحزب وليد سياسياً ولا يمتلك اي خبرة او مكانة الا في قلوب ملايين المريديين لشيوخ المنهج السلفي الذين يسيطرون من خلال برامجهم علي القنوات الدينية التي ذاع سيطها في السنوات الاخيرة علي اذهان الناس البسطاء الذين يأخذون عن هؤلاء الشيوخ دينهم وتعاليمه. وبعد نجاحهم ومواجهتهم للاعلام وتسلط الضوء عليهم طلت الفضائح الاخلاقية وغيرها تلاحق اعضاء مجلس الشعب من السلفيين الذين كذبوا وسرقوا وعاثوا فساداً وغرت بعضهم الدنيا فذهبت بهم والحقتهم خسائر كثيرة في قيمتهم عند مريدييهم. ومع تشتت الشعب المصري بين الاحزاب والفرق تكتل الاخوان مع باقي التيارات اليمينية في انتخابات الرئاسة وما بعدها وظهروا في وفاق في مليونياتهم المشتركة ووجد الاخوان من يدافع عن جرائمهم ويحلل لهم ما كانوا بأنفسهم يحرموه علي غيرهم. وسخر بعض السلفيين قنوات دينية بكامل فقراتها للطعن في المعارضين لحكم الاخوان والتشهير بأعراضهم مخالفين لكل ما ينص عليه الشرع والعرف.

ولان ما كان للدنيا فإلي زوال وما لله باق، فقد تمزق هذا التوافق وبكل اسف يحدث الاختلاف وينفض التوافق ليس بسبب مصري سحل وتعذب علي ايدي قوات النظام، ولا بسبب كارثة مات بسببها اطفال تحت عجلات قطار، ولا بسبب 40 مصري قتلوا في بورسعيد، ولا بسبب طفل ضعيف رقيق الحال يبيع البطاطا قتل غدرا بطلقتي رصاص، ولا بسبب تمرير قوانين ودستور لا يحترم ادمية المصريين ولا كرامتهم بعد ايام من تطبيقه، ولا بسبب ان السيد مساعد الرئيس اضطر للسكوت علي مصائب تحدث امام عينيه وتحت سمعه وبصره للحفاظ علي منصبه، ولكن بسبب فصل مساعد الرئيس الذي ينتمي لحزب النور السلفي مع تلميح باستغلال منصبه السياسي.  خرج السيد المحترم يبكي بحرقة لم نراها في مواقف كانت تستدعي مكان الدموع دم . ولا املك في النهاية الا ان اقول “السياسة فاضحة لخبيئة النفوس العفنة”..

 



View the
Original article

0 comments: