حقوق الانسان
عندما نتكلم الان عن حقوق الانسان نتكلم و قد اصبحت شئ بديهي في الحياة الانسانية بعد ان اصبحت وثيقة صادرة عن الامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية و الجرائم التي ارتكتبت فيها في حق الانسانية جمعاء . لكن قبل الابحار في هذا الشأن احب ان نسترجع تاريخ حقوق الانسان بين الماضي و الحاضر و كيف تبلورت هذه القوانين عبر القرون حتي وصلت الينا بهذه الصياغة . حيث انه لم يكن الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر عن الامم المتحدة عام 1948 في شهر ديسمبر هو اول وثيقة تصدر لضمان حقوق الانسان .من قبلها بعهود سحيقة نادي المفكرون بها بل و تم وضع لها قوانين في عدة حضارات قديمة تزامنت مع بداية تكوين المجتمعات في الزمن السحيق فكان لابد من وضع قوانين تحفظ للفرد في هذا المجتمع حقوقه و تحفظ له ادميته و تنظم التعاملات بين الافراد بما يحفظ الامن و العدل مع هذه الافكار ظهرت ملامح الدولة القديمة و من اقدم الحضارات التي نظمة قوانين حقوق الانسان حضارت الصين منذ 24 قرنا حيث اسس الفليلسوف موزي المدرسة الموهية التي تقوم علي احترام الاخر و احترام الحريات و الحقوق في اطار اخلاقي رسخ له موزي .و في الهند ظهر بوذا و فلسفته الدينية الروحية التي تنادي برفع المعاناة عن الانسان و تقديم الحلول لذلك بتعاليم بسيطة يسهل فهمها من العامة و هي عبارة عن مبادئ لتحقيق المساوة و نشر العدالة و تحقيق الحرية للجميع، حيث يري بوذا ان لا فرق بين الامير و الفقير لا في الجسم و لا في الروح. و نجد بعد ذلك في الهند ظهر كونفوشيوس و مذهبه الاخلاقي الاجتماعي الديني الذي يسعي لتحقيق العدل و السلام الاجتماعي بين الناس و قد دون تلاميذ كونفوشيوس تلك التعاليم في كتابه “المختارات” و ملخص تلك التعاليم انه يجب ان يكون الانسان خيرا و ان من صفات الانسان المهذب الا يكون اناني و يحترم الاخرين، مهذب لايشكوا من المحن ولا يتزمر جرئ في الحق صادق واضح . و نرحل من الهند الي حضارة وادي الرافدين التي كانت قبل الميلاد بألفين عام و نجد ان الملك حمورابي اسس شريعة سميت باسمه (شريعة حمورابي ) و هي من اقدم القوانين التي دونت في تاريخ البشرية و يذهب المؤرخين الي ان هذه القوانين ترجع الي عهد اقدم بكثير من العهد الذي دونت فيه .و القواعد التي بنيت عليها هذه القوانين توفير الحماية القانونية الي كل مواطني الشعب البابلي دون تفرقة بالعكس انحازت للمطحونين من الشعب لرفع الظلم عنهم
و من اقدم الوثائق ايضا الوثيقة الفرعونية وثيقة امنمحات الاول و هي عبارة عن تعليمات و نصائح من الملك لكبير وزرائه تحدد له الطريقة التي يتعامل بها مع الشعب و اسلوب رفيع لأدارة شؤن البلاد مما يحقق العدل و المساوة والامان و الوثيقة تمثل عهدا رسميا ياخده الملك علي كبير وزرائه عند تعينه في منصبه ويلزمه باحترام قواعد المساوة و العدل بين الناس دون النظر لمستواهم الاجتماعي او السياسي
و مما سبق نجد ان الانسان من قديم الزمن يبحث عن حقوقه و ادميته و حقه في العيش بسلام و امان و حرية و نجد ان الامان و الحرية لا تتحقق الا بالمساواة و افشاء العدل بين الناس
و نجد ان الشرائع السماوية كلها تنادي بحقوق الانسان و حريته و المساواة و العدالة و تنظم التعامل بين افراد المجتمع الواحد و المجتماعات المحيطة اي بين العالم حيث ان لافرق بين الناس، فالبشرية كلها من اب واحد و ام واحدة و لا فرق بينهم و لاتميز لا في لون و لا شكل و لا فقر ولا غنا و سوف نستعرض حقوق الانسان من منظور الديانات السماوية ان شاء الله و للحديث بقية
View the Original article
0 comments:
Post a Comment