مهارات التوجيه – الجزء الثاني

on Sunday, April 7, 2013

توقفنا في المقال السابق عند ذكر ثلاثة من مميزات و ايجابيا امتلاك المدرس لأهداف محددة. وسنواصل في هذا المقال ذكر باقي المميزات…

رابعاً : حين يسلك المدرس هذا المسلك في التوجيه فإنه يستطيع أن يقوِّمَ جهده ويقيس عمله، فيدرك ما حققه من نتائج، ويتعرف على أسباب النجاح والفشل، أما حين يكون عمله مرتجلاً فماذا يقيس؟ وأي عوامل للنجاح والفشل يستطيع إدراكها وهو لم يضع شيئاً في حسبانه؟
خامساً : وحين يسلك هذا المنهج فإنه سيسعى للوصول إلى هدفه من طرق عدة وأبواب شتى؛ فتتضافر على مسمع الطالب المؤثرات المتنوعة، لتؤدي في النهاية لنتيجة واحدة، بخلاف ما لو كان الهدف والوسيلة هو ما يخطر في ذهنه؛ فستكون المواقف مبتورة.

وبعد هذا كله يتضح لنا أن المدرس حين يحدد لنفسه أهدافاً واضحة فإنه يستطيع أن يحقق نجاحاً أكبر، ويترك أثراً أعظم.
ومع دعوتنا للمدرس أن يسلك هذا المنهج والمسلك فهذا لا يعني تحول الوسيلة إلى غاية، والإغراق في هذا الأمر وترك التجاوب مع الخواطر الواردة، والأحوال الطارئة.
ثانياً: العناية ببناء المفاهيم والتصورات:
وتبدو العناية بهذا الجانب ملحة ومهمة لما يلي:
1 – أن الغزو المكثف الذي واجهته الأمة ولَّد نتاجاً هائلاً من المفاهيم والتصورات الشاذة البعيدة عن المفاهيم الشرعية، إضافة إلى النتاج المتراكم للأعراف والتقاليد الخاطئة التي سادت في مجتمعات المسلمين فولدت العديد من المفاهيم الشاذة التي أصبحت جزءاً من تفكير الناس يصعب إزالتها واقتلاعها.
ذلك كله ولَّد حاجة ملحة لمواجهة هذا الانحراف والسعي في تصحيحه، وأضاف ضمن أهداف الصحوة والعمل الإسلامي العناية بإعادة بناء المفاهيم والتصورات الشرعية لدى الناس.
2 – أن المفاهيم والتصورات ليست نبتة مجتثة في العراء كالخطأ والسلوك المجرد، بل هي نواة ونبتة تنمو وتورق ما يليق بها.
لذا فالمفاهيم والتصورات الخاطئة ستولد وتنتج ألواناً من المواقف والسلوكيات الشاذة والتي ليست إلا ثمرة لتلك المفاهيم.
وفي المقابل فالمفاهيم والتصورات الشرعية هي الأخرى ستولد ألواناً من المواقف والسلوكيات الشرعية.
فالدعوة للتصحيح إذاً ستزيل ألواناً من الأخطاء المتراكمة، وتولد ألواناً من المواقف الإيجابية.
3 – قد تكون الدعوة للسلوكيات المحددة فعلاً وتركاً صعبة النتاج، بطيئة الأثر، ويشعر المدرس وهو يسعى لذلك أن هناك أفواجاً من الطلاب- بل ربما كانوا الأغلب – يمرون عليه دون أن ينجح في تصحيح ما لديهم من مخالفات؛ ذلك أن قضية السلوك المحدد تتأثر بالشهوات والأهواء، وقد تثقل على صاحبها، بخلاف المفاهيم والتصورات التي لا تصطدم بشيء من ذلك، ومن ثَمَّ فسيتجاوب مع ذلك الغالب الأعم، ويستطيع المدرس أن يترك أثره على معظم طلابه ظاهراً واضحاً.
4 – أن المفاهيم الصائبة حين تغرس باقتناع لدى الناشئة يصعب اقتلاعها بإذن الله، بل هي ربما تتضمن أداة للحكم على ما يسمعونه من غيرهم.
وهي ليست دعوة لترك الجانب الآخر، ولا للتهوين مما يقوم به إخواننا من النصح والبيان والتوجيه، لكنه حين يكون وحده كذلك فسوف يعزل أثر المدرس في إطار محدد.

يتبع …

About the author

My name is HENEMI Hicham, I'm a from Algeria. I'm a freelancer who like writing and Blogging.
I wellcome you all to visit my blog.



View the Original article

0 comments: