بعد ان شاهدنا فى الايام الماضية تكرار حوادث قتل الشباب المصريين و التى تشابهت الى حد كبير من حيث السلاح المستخدم و نوع الرصاص و مكان الاصابة و كيفية الوفاة، نجد اننا امام نظرية الانتقام و نظرية المؤامرة التى قد يكون هدفها هو تصفية كل من لديه معلومات تدين طرف من اطراف الحياة السياسية فى مصر. منذ يومين اصيب الناشط السياسى المصرى مهند سمير بطلق خرطوش فى الرأس فى الساعة السابعة صباحا و هى نفس الاصابة التى قتلت الصحفى الشاب الحسينى ابو ضيف و تشبه الى حد كبير كيفية قتل الشاب المصرى جابر صلاح الشهير بـ جيكا و الذى توفى و عمره 16 عام.
منذ يومين دخلت سيارة الى ميدان التحرير و نزل منها اربعة اشخاص و وقفوا يتحدثون مع بعض الباعة الجائلين فى الميدان، ثم بدأوا يتشاجرون بدون اى سبب و قاموا باطلاق رصاص فى الهواء. فى هذه اللحظة خرج الشاب مهند سمير الذى يبلغ من العمر 22 سنة، من خيمته ليرى مصدر الرصاص، و عندما شاهده احد اللذين افتعلوا المشاجرة، جرى نحوه و ضربه برصاص خرطوش فى الوجه من على بعد مترين فقط. وقع مهند على الارض و الدماء تسيل من رأسه و تم نقله الى مستشفى فى القاهرة و تم وضعه على اجهزة التنفس الصناعى و هو الان ميت اكلينكيا.
قد تبدوا طريقة القتل غريبة الى حد كبير و لكن ستضيع الدهشة بعد ان تعلم ان مهند سمير كان هو الشاهد الوحيد على قتل صديقه “رامى” فى احداث مجلس الوزراء التى مات فيها شباب مصريين على يد بلطجية و بعض افراد الشرطة. تم اعتقال مهند سمير بعد احداث مجلس الوزراء و تعرض للمحاكمة العسكرية و ثتم حبسه للتخلص من شهادته على قتل صديقه. منذ شهرين خرج مهند من السجن و اعتصم فى ميدان التحرير مع الكثير من شباب مصرى للمطالبة بسقوط نظام الاخوان، حتى تم قتله بطريقة مخططة و مقصودة فى نظر الكثير من المصريين.
اما عن الشاب الصحفى الحسينى ابو ضيف، فقد تم اغتياله فى احداث قصر الاتحادية و التى لم يكن هناك اى محاولة من الرئيس المصرى محمد مرسى لوقف الدم فى هذه الاحداث، بالرغم من ان ميليشيات جماعة الاخوان التى محمد مرسى كان قيادى فيها كانت تستخدم الاسلحة النارية ضد المعتصمين اما قصر الاتحادية. شهود العيان على قتل الحسينى ابو ضيف قالوا ان هناك اشارات بالليزر كان يتم توجيهها عليه ثم بعد ذلك تم ضربه برصاص خرطوش فى الرأس كما حدث مع مهند سمير. الحسينى ابو ضيف كان يعمل فى جريدة الفجر التى تعادى نظام الاخوان المسلمين الحاكم فى مصر، و كان معروف بأنه يعادى نظام الاخوان يعارض قرارات محمد مرسى، و كانت هذه اسباب كافية لقتله من وجهة نظر البعض.
الشهيد المصرى جابر صلاح جيكا توفى فى احداث مجلس الوزراء الثانية حينما نزل الى شارع محمد مخمود يطالب بالقصاص لغيره من الشباب الذين ماتوا فى احداث ثورة 25 يناير. جابر كان يدير صفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك و اسمها “معا ضد الاخوان” و هى صفحة تعارض سياسات الاخوان و تنتقد الرئيس مرسى، و يذكر ان جابر كان من الذين رفضوا انتخاب الفريق احمد شفيق و انتخب محمد مرسى و كان يأمل ان يثأر مرسى من قتلة الشباب، الا ان مرسى خذل جابر فنزل جابر ليعارضه و مات على يد الشرطة المصرية بطلق خرطوش بالرأس و البطن.
كل هذه القصص متشارهة فيما بينها و قد تدل على ان هناك سياسة انتقام من الاخوان و الداخلية تجاه شباب مصريين معارضين للنظام و معارضين للفساد الداخلى. دماء هذه الشباب ستكون حافز قوى للمصريين ليثوروا ضد جماعة الاخوان و يهتفوا بسقوط الرئيس محمد مرسى.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment