نبدأ من عام 2003، بعد احداث 11 سبتمبر بعامين، مراكز البحث واتخاذ القرار في الولايات المتحدة كانت بتدرس الحل العملي والواقعي الممكن تطبيقه علي الارض بحيث يتم احتواء الجماعات المتطرفة من تيارات الاسلام السياسي زي الجهاد والقاعدة وغيرها، كانت الافكار اللي بيتم دراستها وقتها لا تجد قبول عند ادارة بوش اليمينية المتطرفة اللي كانت اميل للمواجهة المباشرة ولذلك انتهزت الفرصة واعلنت حرب شاملة ضد الارهاب في افغانستان والعراق وفي اطار الحرب دي، كل من كان في الصف الامريكي كان ينول الرضا، لذلك سارع نظام مبارك في تأييد الحملة الامريكية رغم العلاقات الضعيفة بين الدولتين في الوقت ده، والتأييد ده كان في سكوت مخزي لما ضربت امريكا العراق بدون الحصول علي تفويض رسمي من الامم المتحدة، وتحت مزاعم مخزية، بل وشارك الاعلام المصري وقتها في مهاجمة رئيس وكالة الطاقة البرادعي “المصري” لارضاء الادارة الامريكية لانه تسبب في رفض مجلس الامن منح التفويض للامريكان، وسمح نظام مبارك للبوارج الامريكية بالعبور من قناة السويس لضرب العراق، وكانت المعلومات بتطير من اجهزتنا في مصر لجهاز السي اي ايه “شكر وتأييد”. وبعد عام اي في عام 2004، خرجت مراكز البحث في امريكا بخلاصة فيها ضرورة الحوار المباشر من خلال سفارتنا ومن خلال مبعوثين رسميين مع قيادات الجماعات الاسلامية الوسطية وخاصة “الاخوان المسلمين”
التنظيم الدولي وجماعة الاخوان
تنظيم الاخوان المسلمين كان علي المستوي الدولي جامع للفكرة وداعم لها طوال تاريخ الجماعة، لكن بدأ في الشغل علي الارض مع وجود الملياردير يوسف ندا امبراطور الاسمنت في البحر المتوسط، كانوا بيشكلوا وفود بتروح للعواصم الغربية وتروج لفكرة التعاون والشراكة بين التنظيم والغرب، وخاصة الولايات المتحدة. وفي 2004 ، بدأت تركيا تدعم الاتجاهات دي وبدأت تسوق من خلال مفكرها المعروف ووزير خارجيتها احمد داوود اوغلو ان التعاون بين واشنطن والاخوان يضمن للكل اقصي فائدة ممكنة، وكانت الفوائد اللي بيتم ترويجها وقتها هي :
1- وصول تيار الاخوان للحكم في الدول الاقليمية الكبيرة في الشرق الاوسط يضمن حياد الجماعات الارهابية والمتطرفة وامكانية السيطرة عليها ووقف العنف ضد المصالح الامريكية بالمنطقة.
2- وصول تيار الاخوان للحكم يضمن للادارة الامريكية والغرب الحديث مع طرف واحد يقود ويتحكم في منطقة كاملة، وهو النظام الاشبه بما قبل الاحتلال الاوروبي للمنطقة في القرن التاسع عشر ، فهو وضع افضل لامريكا طالما تحت السيطرة
3- تيار الاخوان براجماتي “عملي” يستطيع تقديم تنازلات كبيرة في مسائل القضية الفلسطينية والجولان في مقابل مكتسبات اخري وعلي رأسها دعمهم في السلطة
4- تيار الاخوان يستطيع السيطرة علي الانظمة الخليجية التي قد تتهاوي في المستقبل القريب ويتهدد معها الامن القومي الامريكي سياسيا واقتصاديا، والسيطرة قد تكون بالاحلال والتبديل
5- وصول الاخوان للحكم في سوريا ومصر وتونس والاردن وليبيا سيضمن للولايات المتحدة منطقة هلال سني، مضاد وعازل لايران، وبالتالي يسهل لاسرائيل ضرب ايران بدون ان يهددها النظام الايراني بأي اذرع قريبة، فلن يكون لها ايادي بالمنطقة
وهذا هو المشهد الاول الذي احاول ان اقدمه واتبعه بمشاهد اخري علي الموقع الرائع الموجه اصلا لنا كمسلمين، وهنا تكون رسالتي حتي نفهم الفارق الشاسع والكبير بين الاسلام وبين التنظيمات والاحزاب التي تتخذ من الاسلام ستارا ومرجعية في ممارستها للسياسة والفارق ايها الاخوة فعلا كبير، ستجدون الاسلام يبعد كثيرا عن ممارسات بعض المنتسبين اليه، ولذلك ستجدون ان الاصح الا نطلق عليهم من الاساس تيارات الاسلام السياسي، او نخصهم دون غيرهم بالاسلاميين، فكلنا مسلمون لوجه الله تعالي، ولا نقصد من وراء الاسلام الا ارضاء الله وحسب.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment