سوف توقع مصر علي وثيقة الاعتراف بمذابح الارمن علي يد الامبراطورية العثمانية ابان الحرب العالمية الاولي و قبلها و التي راح ضحيتها اكتر من مليون ارمني مسيحي. و قد اعترف بهذه الوثيقة حتي الان عدة دول.و حثت الامم المتحدة تركيا علي الاعتراف بهذه المذبحة و لكنها ترفض الاعتراف بها و تنكرهذه الاعداد تماما .و لكي نتعرف علي اهمية الوثيقة لابد ان نعرف ما هي هذه المذابح و تاريخ الارمن في الدولة العثمانية.
كان يعيش الارمن في الامارة التركية منذ القرن الحادي عشر و استمروا بها حتي قيام الدولة العثمانية التي اعترفت بهم و بديانتهم و بكامل حقوقهم كمواطنين ضمن المجتمع التركي و عاش الارمن في ظل الدولة العثمانية بسلام و هدوء حتي انهم كانوا يلقبون ( بالامة المخلصة) و كانوا يعاملون بقوانين الشريعة الاسلامية تجاه اهل الذمة حيث انهم لا يجندون و لا يلتحقون بالجيش و في المقابل يدفعون الجزية للدولة العثمانية كما ان لهم قوانينهم الخاصة التي تحكمهم فيما بينهم الا اذا وقع الخلاف بين ارمني و مسلم، هنا يكون القانون المستخدم هو الشريعة الاسلامية لفض النزاع .
و اشتغلوا بالتجارة و الزراعة و انخرطوا في المجتمع حتي ان بعضهم تبوء مراكز رفيعة في حكومة الدولة العثمانية و كان منهم الاعيان و الوزراء و المستشارين و المديرين و النواب .و مضي الحال بالارمن بدون اي تمرد او عصيان مسلحين حتي اواخر القرن التاسع عشر، عندما ارادت روسيا مهاجمة و تفتيت الدولة العثمانية التي كانت قد ضعفت بالفعل في هذا الوقت حيث قامت روسيا بتحريض و تقليب الارمن الروس المقيمين علي الحدود الروسية العثمانية علي الدولة العثمانية و امدادهم بالمال و السلاح و تدريبهم عليه في اراضيها و تكوين جماعات مسلحة مثل (خنجاق) و (طاشاناق) و بالمثل قدمت بريطانيا العظمي المساعدات لتلك الجماعات حيث انها كانت تطمع بدورها في تفتيت الدولة العثمانية.و كان ذلك ابان حكم السلطان عبد الحميد الثاني .
و قد بدأت وقائع المرحلة الاولي للمذبحة مابين 1894 و 1896 و كانت الحجة تمرد الارمن و رفعهم السلاح في وجه الدولة العثمانية، و تعد هذه المذابح ابادة جماعية لعرق الارمن و قد صيغت كلمة الابادة الجماعية لوصف ماحدث من الدولة العثمانية تجاه الارمن. و تعتبر مذابح الارمن هي ثاني اكبر قضية ابادة جماعية بعد الهولوكست .و استمرت الابادة الجماعية للأرمن علي يد الدولة العثمانية حتي مابعد الحرب العالمية الاولي و من ابشع هذه المذابح تلك القوافل التي كان يهجر بها الجيش العثماني الارمن مشيا علي الاقدام في ظروف صعبة مناخيا وبدون طعام حتي ان سقط منهم اعداد كبيرة . و كانت المذابح تتم بطريقة وحشية بغض النظر عن السن او الجنس، غير اغتصاب النساء و تجميع الرجال و قتلهم في الصحراء رميا بالرصاص .
و قد تفرق الارمن علي عدة دول منها العراق و سوريا و لبنان و مصر و يعيشون بها حتي الان نتيجة هذا الشتات و يحافظون حتي الان علي لغتهم و اعيادهم و عاداتهم رغم انخراطهم التام في تلك البلدان. و يعتبر يوم24 ابريل هو يوم ذكري لهذه المذابح و اختير هذا اليوم لأنه يوافق اليوم الذي اقتيد فيه اكثر من 250 ارمني من اعيان استمبول الي السجن و من ثم قتلهم و الاستيلاء علي املاكهم.
و قد اخفيت الوثائق الخاصة بهذه المذابح و تنكر تركيا هذه المذبحة و هذا العدد من القتلي و تقول ان من قتل 10 الاف ارمني فقط .و ان سبب وفاتهم لم تكن مذابح و لكن بسبب ظروف الحرب و التهجير. و في التاريخ الحديث عرض الرئيس رجب طيب اردوغان بتشكيل لجنتين من المؤرخين من الجانبين التركي و الارميني و ذلك لجرد الارشيف العثماني و من ثم الوقوف علي الحقائق و تم رفض الطلب من جهة الرئيس الارميني .و الي الان يختلف المؤرخين علي المذبحة و الاعداد و الكيفية التي تمت بها المذبحة. و في سنة 1985 اعلن 69 من المؤرخين الامريكان في بيانا انه لم يحدث اي تطهير عرقي للأرمن علي يد الاتراك . و استقبل هذا البيان بغضب عارم من الارمن و قام بعضهم بتهديد هؤلاء المؤرخين بالقتل و بعضهم رفع القضايا عليهم و اغلبهم استسلم و تراجع نتيجة الارهاب الا ثلاثة منهم ثبتوا علي موقفهم و هم (برنارد لويس ) و ( اندرو مانكو) و (جستن مكارتي). و مصر الان في طريقها للأعتراف و التوقيع علي الوثيقة التي تدين تركيا بشأن وقوع هذه المذبحة .
View the Original article
0 comments:
Post a Comment