الان في مصر لا تجد اثنين يجتمعون علي نفس الراي !! الاختلافات اصبحت هي سيد الموقف في اي حوار يجمع بين اي اتنين او جماعة يتناقشون مع بعضهم البعض . و اصبح الاختلاف في اي شئ و علي اي شئ . و اصبح ان يتوافق الجميع معجزة من المعجزات حتي في اتفه الامور و داخل الاسرة الواحدة يعني اصبح الخلاف في الراي موضة هذا العصر .
و صاحب هذا الاختلاف عدم تقبل الراي و الراي الاخر . اصبح لا يستمع الشخص الا لنفسه و رئيه و ما يعتقد . و من كان معي فهو حبيبي و من كان له راي معاكس لراي فهو عدوي . و اصبح علي الانسان ان يثبت ان رايه هو الصواب بشتي الطرق المباحة و الغير مباحة . و يتعامل علي انه الصح الذي لا يعرف الخطأ . لم نتعلم ادب الخلاف و الحوار و اصبح الصوت العالي و السب و التخوين و التكفير اسلوب الحوار . و رفض سماع الاخر مهما كان الامر . تذكرني هذه الايام بايام عبد الناصر و ثورة 23 يوليه حينما كان من له راي بخلاف ما يجري يتهم بأنه ضد الثورة و يفتك به في الحال اراد عبد الناصر ان يكون الشعب كله راي واحد و هذا ما كان ولا يزال مستحيل .
و هل نسينا ان بني الله سبحانه و تعالي الكون علي الاختلاف و لو اراد الله ان نكون كلنا راي و شكل و ميول واحده لخلقنا هكذا و لأصبحت الحياة ممله للغاية . و لكن سبحانه و تعالي خلقنا مختلفين في كل شئ في الطباع و الالوان و الاشكال و اللغة و …. الي اخره لحكمة هو اعلم بها . و اصبح الاختلاف حتي في ثوابت الحياة و بديهياتها حتي امتد الخلاف الي صميم العقيدة و صلب الاسلام حتي اصبح كل طرف يكفر الاخر الذي لا يوافقه الراي مع ان الله لم يترك صغيرة و لا كبيرة في حياتنا الا و اوضحها لنا و ماذا نفعل . لم يتركنا للأهواء حتي ان رسوله الكريم صل الله عليه و سلم علمنا كيف نأكل و كيف نشرب اذا الامور هنا في العقائد و العبادة لا تحتمل الخلاف و حتي باب الاجتهاد قد اغلق علينا فلماذا نختلف الان و لصالح من هذا التفكك .
لقد قال الله سبحانه و تعالي : ( و من اياته خلق السماوات و الارض و اختلاف السنتكم و الوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين ) صدق الله العظيم . و قال ايضا سبحانه و تعالي : ( و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و اذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا) صدق الله العظيم .
و بهذه الايات الكريمة نجد ان لابد ان نعترف بالاخر و اننا مختلفين رحمة و نعتصم بحبل الله و هو الاسلام و نحترم الراي و الراي الاخر . و نتشاور في امور الحياة حتي نتألف و نصل لما فيه خير البلاد و العباد . و نبتعد عن الكبر و الصلف و نتقبل خلافاتنا بصدر رحب و ايمان حقيقي .
View the Original article
0 comments:
Post a Comment