ماذا لو كان هذا رمضانك الاخير

on Saturday, August 3, 2013

الأيام في هذه الحياة معدودة، حتى الأنفاس معدودة، وكل واحد ما قد كتب له عدد محدد من الايام التي سيعيشها، يقول تعالى (وكل شيء عنده بمقدار)، أي كل شيء له عدد محدد محصور معدود وينتهي، كل شيء، ايامك، ايام سنواتك، دقائقك وساعاتك، كلها معدودة محسوبة، سبحان الله ما اوسع علمه، فحتى قطرات المطر حينما تنزل من السماء فهي معدودة محسوبة وكتوبة في كتاب، وعندما تنزل، لا تنزل قطرة واحدة زيادة، ولا تحبس قطرة واحدة نقصانا، سبحان الله العالم القادر.

اذا علمت ان كل شيء معدود، اذا حتى الرمضانات التي ستعيشها انت يا اخي أيضا معدودة عليك، او لنقلها بلغة ايجابية، معدودة لك، فمعنى معدودة عليك، يدل على انك تخسرها بدون فائدة، اما معدودة لك، أي ان اجرك فيها محفوظ موفور، تصرف وتعامل مع رمضان هذا كانه اخر رمضان يمر عليك في حياتك، وزد الطاعة وارفع الهمة، فالجنة اقرب إلى احدكم من شراك نعله.

ماذا لو كان هذا اخر مضان في حياتك:

هل كنت ستسر مما فعلت به، وستكون قرير العين، ام انك ستندم على ساعات طويلة ضاعت دون أي فائدة ترجى او تذكر، او طاعة في كتاب حسناتك تسجل، ارجوك يا اخي ان تعيد حساباتك، وان تحزم امرك، وان تكون مع الله، كن مع الله، وانظر إلى نفسك اذا كنت في غفلة، او اذا كنت تؤجل توبتك او تؤجل رجوعك إلى الله تعالى، فقم الان فالان هو افضل وقت، وارجع إلى الله، لن اقول لك لانك ربما تموت قبل ان تلحق التوبة والرجوع إلى الله – مع ان ذلك ربما يحصل- لكني ساقول لك، ان الله حبيبك، فلا تضيع لك ساعات اكثر و انت بعيد عن حبيبك، فما هكذا يكون الحب ولا هكذا يكون الود,

ارجع اليه واستغفره وتب اليه من كل ساعة كنت فيها بعيدا عنه، وجدد العهد معه، واغتنم أيضا ان رمضان موجود، وباب التوبة مفتوح وهو في كل وقت مفتوح، فادخل من ذلك الباب الواسع على الله، وكن مع الله الكريم، ولا تجعل مشاغل الدنيا تصرفك، وكن ذكيا فان مفاتيح ما يشغلك، انما في الحقيقة هي موجودة بيده سبحانه وتعالى، فتقرب اليه، واطلب الاشياء والمصالح من مالكها الحقيقي، ولا تخدعك المظاهر فتطلب الاشياء ممن لا يقدمون فيها حقيقة ولا يؤخرون.

وفي النهاية ساقول لك شيئا ارجو الله سبحانه وتعالى ان ينفعك، يقول الشيخ الشعراوي(اعبد الله تعالى ليرضى، ولا تعبده ليعطي، فاذا رضي أدهشك بعطائه)، وهو سبحانه الكريم، والكريم هو يعطي ولا يبالي ويعطي بغير حساب، وهو الذي اذا أعطى أدهش، لكن اين انت من هذا العطاء، الامر لا يحتاج الا إلى شيء واحد، الا وهو ان تظهر افتقارك إلى الله، وألحّ عليه في الطلب والدعاء. وسيفتح الله عليك، ويجيب دعوتك ان شاء الله.



View the
Original article

0 comments: