لا يعرف الرحمة التي في قلب الوالدين تجاه طفلهما الا من يجرب ذلك، فالوالدان عندما يصبح عندهما طفل يخلق الله في قلبيهما من الرحمة تجاه هذا الطفل ما لا يعلم مقداره الا الله تعالى، فيصبح الابوان يحبان طفلهما كثيرا، ويحرصان اشد الحرص على كل ما ينفعه ويقدمان له الغالي والرخيص في سبيل ان يحيى حياة كريمة، ويشغلهما دائما تأمين مستقبل ابنهما الوديع.
فأنت يا اخي اذا كنت تحرص على مستقبل ابنك فإنك كمسلم اول ما ستفكر به ليس فقط تعليم ابنك الصلاة، بل أيضا كيف تجعل ابنك يحب الصلاة حبا، فهذا من اول اسباب تأمين مستقبل طفلك، لا اقول في الاخرة فقط، بل في الدنيا أيضا وقبل الاخرة، فالصلاة نجاح وصحة وغنى. وهي ترضي الله سبحانه وتعالى، واذا رضي الله عن عبد ادهشه بعطائه، واذا كنت تحرص على ابنك من مصائب الدنيا فكيف لا تشفق عليه من الدخول إلى نار جهنم، بل وكيف تقبل ان يدخل الناس الجنة وابنك خارجها.
اذن كيف احبب ابني في الصلاة:
في البداية ساقول لك شيئا: وهو انه كلما كنت مبكرا اكثر في تعليم ابنك، كلما كان ذلك افضل، لان الطفل وهو صغير يحب ان يقلد، وأيضا هو كالعجينة تعجنها كيف تشاء، وكلما كبر اكثر يبست هذه العجينة فيصبح اصعب عليك اعادة تشكيلها.
اولا: استعمل الترغيب وليس الترهيب
اول شيء يجب عليك ان تراعيه، هو ان تجعل ابنك يحب الصلاة، ويحب ان يدخل الجنة، فانصحك هنا بان تقرا اكثر عن الجنة حتى تعرف تحدث ابنك عنها كثيرا، فكيف سيحبها وهو لا يعرف منها الا اسمها، واجعله يحب الصلاة لهذا الامر ويحب الصلاة لحب الله ورضى الله، ولا تجعله يصلي لكي لا يدخل في النار، لان حب الشيء والسير تجاهه افضل واسهل من الخوف من شيء والهروب منه، فالى متى سيصبر وهو يهرب من جهنم، اما اذا كان يحب الله ويحب الجنة، فان الحب شعور متجدد جميل وكلما زاد زاد العبد رضى، فاجعل ابنك محبا ولا تجعله خائفا.
ثانيا: هيئ لابنك الوسائل التي تعينه على الصلاة:
لا تطلب من ابنك شيئا وتكون انت اول المحاربين له على ان يفعل ذلك الشيء، ربما انت بالقول تقول له احبك ان تفعل كذا ، لكن بالفعل والحقيقة، انت تبعده عن فعل هذا الشيء، فلا تطلب منه ان يصلي وانت اكثر انسان في العالم يضيع الصلاة، بل اذا لم تكن تصلي فهي فرصة سعيدة جدا لكي تبدا من الان ابدا مع طفلك وشاركه هذا الامر.
وساضرب مثالا كيف لك ان تعينه على الصلاة وتهيئ له الوسائل: مثلا اذا كانت الدنيا شتاء فاجعله يتوضا بالماء الدافئ ولا تعطه ماء باردا مجمدا فيكره اليوم الذي عرف فيه ان هناك صلاة وتصبح الصلاة عليه هما وثقلا بدل ان تكون امنا وراحة.
هذه نبذة مختصرة وخطوتان بسيطتان لكي تحبب ابنك في الصلاة، وهما ان تجعله يحب ولا تجعله يهرب، والثانية هي ان تهيئ له ما يعينه على الفعل، واحببت ان اذكر نقطتين بسيطتين لكنهما في غاية القوة والفاعلية حتى يسهل عليك التطبيق.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment