لقد استعمل الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) طريقة المراسلة ، فأرسل إلى الملوك في عهده رسائل ودعاهم فيها إلى الإسلام ، وهذه الرسائل كان لها دور هام في توسيع نطاق الدعوة الإسلامية وفض الحصار الإعلامي والذي ألزمته اهتمامات الناس العادية .
عمل المسلمون بجد على تطوير و تحسين نظم نقل البريد فأصبحوا أول من استخد الحمام الزاجل في نقل الرسائل الأمر الذي أحدث ثورة في سرعة نقل الرسائل ووصول المعلومات المهمة إلى كل الأصقاع .
وقد تنبه لخطورة المراسلات ودورها في توسيع دائرة التعارف مع الناس كل الكنائس العالمية ، فأسست في هيئاتها الدعوية مكاتب خاصة للمراسلات ، مهمتها مخاطبة الناس عن طريق الخطابات ، وتجميع العناوين بكل السبل الممكنة ، والتجاوب مع الشخصيات الفضولية ، واستخدام طريقة الطعم في صيد الفريسة .
ولن نتمادى في سرد تفاصيل المكائد التي تحيكها الكنائس عبر المراسلات ، فهو جزء من كيد التنصير الذي بينا كثيرا من أساليبه في طريقة ( مقاومة التنصير ) ، ولكننا سنؤكد على الفائدة المستوحاة من هذه الطريقة ، وهي أن قطاعا عريضا ممن يتخذون المراسلة هواية يمكنهم أن يسمعوا كلمة الحق إذا وجد من يحسن استغلال هذه الوسيلة .
كما أن المراسلة أضحت خير وسيلة للتبادل العلمي بين الأفراد ، وعن طريق البريد الإلكتروني تستطيع الهيئات العلمية أن تتعاون في كل المجالات عبر التواصل المستمر والسريع على صفحات الإنترنت . وليس يخفى أن كثيرا من الجامعات والمعاهد صارت تمنح الدرجات العلمية للدارسين عن طريق المراسلة .
وفي البلدان الرأسمالية تلجأ شركات الدعاية إلى الحصول على أسماء المواطنين بكل وسيلة ممكنة ، كما أنها تنتقي الشرائح ذات الدخل المرتفع ، ثم تقوم بإرسال خطابات تتضمن الدعاية لمنتجات معينة أو أسواق تجارية معينة مع إرفاق الصور الإيضاحية المطبوعة بأعلى مستوى من طرق الطباعة .
ولا يمكن لتلك الشركات الدعائية أن تلجأ لهذه الوسيلة ما لم تكن قد أجرت دراسات إحصائية دقيقة على أساسها استعملت وسيلة المراسلات في الدعاية .
وقد مر معنا كيف أن الكنائس العالمية استشعرت الأثر البالغ للمراسلات فعملت على تطوير هذا الجانب الإعلامي في أجهزتها الدعوية ، فما برحنا نسمع كثيرا عن أناس تصلهم رسائل من الكنائس تدعوهم للتنصر مع عرض كثير من المغريات الدنيوية .
وقد فطن اللاعبون في المجال السياسي هذه الأهمية ، فصارت الأحزاب التي تتنافس على الحكم في الأنظمة الديمقراطية التي تتبع نظام الانتخاب الحر تقوم بإرسال الخطابات إلى كل المواطنين في الدوائر التي يتنافسون فيها لأجل كسب أصواتهم .
يتبع …
View the Original article
0 comments:
Post a Comment