قال الله تعالى في كتابه العزيز: ” وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ” (البقرة: 120) صدق الله العظيم. فقد نهى الله سبحانه وتعالى عن اتباع أهل الكتاب حتى ولو قليل في أهوائهم ولا كثير، فالجزء الصغير في التشبه بهم مثل الجزء الكبير، فاللأفضل أن نتبع أومار الله وديننا الحنيف الدين الإسلامي أحق أن نتبعه ونطبق تعاليمه.
وقال تعالى: ” إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء” (الأنعام: 159) صدق الله العظيم. ومما لا شك فيه أن الكفار قد فرقوا دينهم وكانوا شيعا، كما قال الله سبحانه وتعالى: ” ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات” ( آل عمران: 105)، وقال تعالى: ” وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة” ( البينة: 4)، وقال تعالى عن اليهود في كتابه المبارك: ” وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ” (المائدة: 64) صدق الله العظيم. وقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ” لست منهم في شيء” ، فهذا يدل على تبرؤه منهم في كل شيء.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ” من تشبه بقوم فهو منهم ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيدل هذا الحديث على أن أقل تشبه بغير المسلمين هو حرام. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد نهي صلى الله عليه وسلم عن التشبة بهم في بياض الشعر الذي هو ليس بأيدينا، فما بالنا بالأمور الأخرى؟
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” خالفوا اليهود ، فإنهم لا يصلون في نعالهم وخفافهم” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهانا أيضا عن التشبه بالمشركين عموما فقال: “خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يواكلوها ولم يجامعوها في البيوت، فسأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اصنعوا كل شيء إلا النكاح” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبلغ ذلك اليهود، فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه .
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك قد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتأخير السحور وتعجيل الفطور كما قال أن في السحور بركة، فيجب علينا اتباع أوامر الله عز وجل ، واتباع نبيه. كما نهانا عن الصلاة في أوقات معينة حتى لا نتشبه بأهل الكتاب ، فالدين الإسلامي دين حنيف، دين سامي، غرضه العزة و الإستقامة.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment