حكينا عن فى المقالة السابقة كيف كان أصحاب الكهف يعيشون فى بلد كافرة و تحت حكم ملك ضال، و كان الشباب أصحاب الكهف لا يرضون بهذه الالهه التى يعبدها أهل القرية. أتجه الشباب أصحاب العقول و القلوب المؤمنة الى كهف مهجور و قرروا ان ينعزلوا عن اهل الضلال، و بينما هم راقدون فى الكهف أنامهم الله عزوجل ثلاثمئة و تسعة سنوات و حينما استيقظوا من نومهم، ظنوا أنهم لبثوا فى نومهم يوم أو عدة ساعات. طلب الشباب من احدهم أن يأخذ النقود و يذهب الى القرية ليشترى بعض أحتياجاتهم فى صمت حتى لا يشعر أحد بهم أو بهروبهم الى الكهف.
عندما خرج الشاب المؤمن الى القرية، وجد أنها تغيرت تماما و تغيرت الأماكن و وجوه الناس، وحتى النقود التى يستخدمها الناس قد تغيرت. آمن أهل القرية التى كان يعيش بها الشباب أصحاب الكهف و هلك الملك الظالم، وجاء ملك صالح حكم بالعدل و تبدلت أحوال القرية التى كانت فى ضلال و أصبحت تنعم برضى الله تبارك و تعالى.
بالطبع فرح أهل القرية بهؤلاء الشباب لأنهم خرجوا من ديارهم خوفا من ان يفتنوا بدينهم، و كانوا أول من يؤمن من أهل القرية. بذلك ثبتت معجزة أحياء الموتى و أيقن اهل القرية ان الله عز وجل قادر على أن يبعث الموتى. مات أصحاب الكهف و ذلك بأمر الله و أختلف اهل القرية على ما يفعلون بالكهف، فمنهم من دعا الى بناء بنيان على الكهف و منهم من دعا الى بناء مسجد على الكهف و قد رجحت كفة بناء المسجد فى النهاية.
هناك الكثير من الأمور التى الغير معلومة عن أصحاب الكهف، فلا يوجد أحد يعلم عددهم الى الان، فيقول البعض انهم ثلاثة و رابعهم كلبهم أو خمسة سادسهم كلبهم أو سبعة ثامنهم كلبهم، كما انه لا يوجد أحد يعلم فى أى زمن عاشوا و لكن يقال أنهم عاشوا بعد زمن سيدنا عيسى. بالاضافى الى ذلك، لا يوجد من يعلم اذا كان هناك من دعاهم الى الايمان أم أن أحد دعاهم الى الايمان. العبرة فى قصة أصحاب الكهف ليست فى عددهم أو فى كيفية ايمانهم بالله، ولكن العبرة فى أن هؤلاء الشباب عاشوا فى زمن الضلال ولكنهم كانوا اصحاب عقول و قلوب طاهرة، فأستطاعوا تمييز الحق من الباطل و عندما أيقنوا الحق، أتبعوه و تمسكوا به و تركوا الدنيا لينالوا رضا الله عز وجل.
يا شباب و يا بنات، لا تتبعوا الدنيا حتى تنسيكم الاخرة و لكن تذكروا دائما أن عليكم أن تتركوا بعض ملذات الدنيا اذا كانت فيها ضلال. أعلموا أن الله تبارك و تعالى يرضى عن من ضحى بشهواته من اجل الحق و يرضى عن الذين لم يلتفتوا الى ضلال الدنيا، و تذكروا آخرتهم التى فيها حسابهم.
View the Original article
0 comments:
Post a Comment