ما قولك عزيزي القارئ في سلطة دانت لها ارض بما تحمله من شعب عظيم، وحضارة عريقة، وجيش عظيم، وجهاز شرطة قمعي يحتشد بألاف مؤلفة من جنود لا يفهمون شيئا الا ان تقول لهم الامر فينفذ بدون اي مراجعة ولا شبهة عصيان ولا لحظة تراجع، واطاعتك كل الوسائل الحكومية من وزارات وادارات واصبحت تعين من تحب ومن تثق فيهم ولا تأبه بمعيار الكفاءة ولا القدرة ولكن تعين من هم اقرب لك وداخل الدائرة الضيقة من اهل الثقة والنفوذ والاهل والعشيرة. وتهيأ لك الاعلام الحكومي كالعروس لتستخدمه كيف تشاء، ومعك ايضا عدد من الصحف والقنوات الفضائية التي تدعي انها تتكلم باسم الدين والدين منها براء. دانت لهذه السلطة كل ذلك ثم لا شئ، ومن اللاشئ الي لاشئ ولا يحدث اي نوع من التقدم لهذه الارض البائسة التي سماها القدماء كيميت، اي الارض السوداء وهي مصر.
اذا سألت الان اي عضو في جماعة الاخوان المسلمين والتي تتولي السلطة في مصر الان، وخرج من بين ظهرانيهم رئيس جمهوريتها المنتخب (بالصندوق) محمد مرسي، ماذا يمنعكم عن تحقيق النجاح وتقدم البلاد، يقول التركة ثقيلة وميراث الدولة من عهد مبارك الذي استمر ثلاثون عاما دمر البلاد واذل العباد وقمع المعارضين عشرات السنوات والقي بهم في سجونه وعذبتهم اجهزته القمعية، فمات من مات وعاش الباقيين اموات في بيوتهم. تقول لهم نعم ولكن الشعب قام وثار ضده وعزله من منصبه واجبر الجيش علي طاعة الثورة والتعامل مع متطلباتها، واختاركم غالب الشعب الذي تعاطف معكم لما عوقبتم وعذبتم به سنوات وسنوات بالرغم من ان المثقفين من اهل مصر يعلمون جيدا ان الاخوان هم الجماعة الوحيدة التي كانت تضطهد وتعاقب وتسجن دفاعا عن افكارها وايديولجويتها الخاصة وليس دفاعا وحبا في مصر ودفاعا عن شرفها وعرضها واملها الذي كان يدهسه مبارك واعوانه كل ليلة. ومع ذلك اصر الناس علي اختياركم وكان يظن انكم قوم تحسنون صنعا، وانكم منظمون وتعرفون ماذا تريدون جيدا وكنتم تحملون دائما شعارا براقا يمس قلوب الشعب الذي احب الاسلام بالقلب والمشاعر منذ الف واربعمائة عام عندما جاء المسلمين الفاتحين بقيادة الصحابي عمرو بن العاص ومعه ثلاثة الاف من جنود قبيلة عك اليمنية وفي هذا القول سيكون لنا حديثا فيما بعد. رفعتم شعار “الاسلام هو الحل” وكان المثقفين يتسائلون ويوجهون الكلام اليكم الاسلام حل لماذا؟ فلا تنطقون وكان الخرس هذا هو الرد المنطقي لأنكم لم تحملوا الاسلام في قلوبكم وافعالكم ومنطق تفكيركم ولكن حملتوه شعارا يجذب البسطاء ويخدعهم ويشتري اصواتهم بثمن بخس. يخادعون الناس بما يحب الناس من اجل مصالح دنيوية رخيصة.
والان وبعد ان مر عشرة شهور علي تولي الرئيس محمد مرسي الحكم ولا شئ يبعث حتي علي الامل في تحسن الاوضاع السياسية والاقتصادية بمصر وبعد ان توارت كل الحجج الخائبة من تركة مبارك الي صعوبة الاحوال الي العداوات والتظاهرات التي تقودها المعارضة التي تفرغوا لتشويه صورتها بأقصي مما كان يفعل نظام مبارك الغبي، وكأن شيئا لم يكن بالامس يخطئون نفس الاخطاء ويفعلون نفس القمع الذي كان، يعذبون الشباب المتظاهر في غياهب السجون مثلما كان يفعل فيهم بالامس القريب. وحتي يوارون خيباتهم وعقم تفكيرهم وسذاجتهم يقدمون الان الحجة الاخيب علي الاطلاق. يقولون ان السبب في الفشل الحالي الذي نعيشه في مصر هو الاعلام الفاسد. خمسة برامج توك شو علي خمس قنوات فضائية هي دريم والقاهرة والناس وسي بي سي والنهار واون تي في، وبعض الصحف الخاصة واسعة الانتشار هي ما يوقف النهضة علي يد الاخوان في مصر… هل شاهدتم حجم المسخرة؟
View the Original article
0 comments:
Post a Comment