المسئولية الملقاة على عاتق المسلمين

on Monday, September 9, 2013

يتعرض الدين الإسلامى بإستمرار لهجمات شرسة فحواها أن  تعاليم الإسلام تحض وتدعو الى العنف وعدم قبول غير المسلمين بأى شكل من الأشكال وإستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم, وذلك  لمجرد عدم إنتمائهم للإسلام. قد يتهمنى البعض بالمبالغة عندما أقول ذلك, ولكن ليتنى فعلا كنت أبالغ… فالفكرة السائدة عن الاسلام فى الغرب فكرة سوداء مظلمة, فالمواطن الغربى يعتقد ان الأنسان المسلم إنسان عنيف, رجعى, وبدائى الى حد كبير, لا يؤمن بحرية البشر فى قبول أو رفض إعتقاد دينى معين, لا يتعامل الإ بخشونة,  ووجود الأسلحة لديه أهم من وجود الطعام والشراب. بالطبع, هذا ليس ما يعتقده كل غير المسلمين فى جميع أنحاء العالم, ولكن هذا ما يعتقده الغالبية العظمى. وبالطبع, ينعكس هذا على الإسلام, فليس هناك من يريد الإنتماء الى دين يحض معتننقيه على العنف و التطرف والعنصرية. ولست ابنى إفتراضى هذا على نظرية جوفاء خالية من أى أدلة تدل على صدقها, وإنما أقول هذا الكلام بناء على أراء الكثير من غير المسلمين التى سمعتها بنفسى أو التى يتناقلها الدعاه والعلماء الذين يعايشون هذه المواقف كثيرا, ويحاولون أيضا  تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة عن الإسلام, ولكن الأمر يتطلب أكثر من  مجرد مجهود بعض الأشخاص.

ومما زاد الأمر سوء ما يحدث حاليا فى بعض بلاد المسلمين من فتنة وإقتتال وعنف وتحريض مستمر على العنف, ولاسيما ما يحدث فى مصر, فالأمور فى مصر من سىء الى أسوأ, عشرات الضحايا يسقطون كل يوم على الجانبين دون رحمة أوهوادة. لكن ما يعطى الأحداث الجارية فى مصر الأن خطورة وأهمية من نوع خاص هو وقوعها بين أبناء الدين الواحد, بين المسلمين.  فعندما ينظر العالم الأخر الينا, يشاهدون الأحداث ولسان حالهم  يقول أنظروا الى االمسلمين, هكذا يفعلون عندما يختلفون, يكفر بعضهم البعض, ويبيح فريق منهم دماء الفريق الأخر, بل ويقتل بعضهم بعض. هكذا يفعلون مع أبناء دينهم إذا أختلفوا معهم فى أمر من أمور العقيدة, فكيف يفعلون بغير المسلمين الذين لا ينتمون أصلا الى عقيدتهم, لابد أن هذا سيكون عصيبا.

فى الحقيقة أنا لا أعتب على غير المسلمين, بل بالعكس أنا مشفف عليهم للغاية, أفلا يكفى ما يشاهدونه فى وسائل إعلامهم من أكاذيب وتزييف وقلب للحقائق لتشويه صورة الإسلام والمسلمين, فنأتى نحن المسلمون ونؤكد هذه الصورة المشوهة بأفعالنا و تصرفتنا,  فليرحمنا الله سبحانه وتعالى ويعفو عنا عما بدر منا فى حق ديننا.

لكن الوقت لم يفت, وأبدا لن يفت, لكن علينا أن نتحرك الأن. يجب على المسلمين أن يتحملو المسئولية الملقاه على عاتقهم, يجب عليهم أن يفهموا أن الدين أمانة وأن الدعوة الى الإسلام فرد واجب على كل مسلم بالغ عاقل, ويخطىء من يظن أن الدعوة الى الإسلام هى مجرد خطابة فى المساجد ووعظ, فمفهوم الدعوة أشمل بكثير. فالمسلم عليه أن يدعو الى دينه بأخلاقه و معاملته, فعندما يرى الناس شحص مسلم يكذب أو يغش أو يسرق يقولون هذه أخلاق دينه,  وعندما يرى التاس إنسان مسلم يتعامل برقى وإنصاف وأخلاق حميدة يقولون أيضا هذه أخلاق دينه وتعاليمه ومبادئه, فيصبح الإنسان داعية الى دينه بحسن الأخلاق وطيب المعشر. واليكم مثال من السيرة النبوية, فعندما سئلت السيدة عائشة عن أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم قالت: ” كان خلقه القرءان ” , فمالنا ندعى أن النبى قدوتنا ونحن لا نحتذى حذوه ولا نتبع سنته. أيها المسلمون أفيقوا واحملوا مسؤلية دينكم, فإنكم ستسألون عنها بين يدى الله سبحانه وتعالى يوم يقوم الأشهاد.



View the
Original article

0 comments: