أهمية العلم فى حياة المسلم

on Wednesday, September 11, 2013

حب العلم  وطلبه وبذل الوقت له والبحث عنه هو أمر يجب أن يكون أساسى فى حياه كل مسلم, والحمد لله بدأ شبابنا يعى أهمية العلم ويدرك أثره فى حياة المسلم, ولكن كثير من شبابنا يعتقد أن مسألة طلب العلم المنصوص عليها فى القراءن الكريم والسنة النبوية تخص فقط العلم الشرعى بفروعه المتعددة, ويعتقدون أنه من الخطأ أن يطلب المسلم أى نوع من العلوم ماعدا العلم الشرعى و معرفة الدين والعقيدة, فشباب الصحوة الاسلامية يظنون أن طلب العلوم الحياتية مثل الطب والكيمباء والفيزياء والهندسة والفلك وغيرها من العلوم النافعة هى من طلب الدنيا ومتاعها الزائل, وأنه ينبغى على الإنسان المسلم أن يطلب من العلوم من يصل به الى الجنة, وهذا فى إعتقادهم ينطبق فقط على العلوم الشرعية.

أرجوكم لا تسيئوا فهم مقصدى, فالعلم الشرعى هو الأساس الذى تبنى عليه عقيدة الإنسان المسلم وهوالمكون الأساسى لشخصيته وتفكيره, ولابد من معرفة جيدة بالعلوم الشرعية كى تستقيم حياة الإنسان المسلم وليكون على دراية بأمور دينه. والعلم الشرعى ولاشك هو أشرف العلوم وأهمها وأجلها, فمعرفة صحيح الدين وفهم العقيدة وتفسير القراءن الكريم وفهم معانيه ومقاصده ومعرفة الأصول والقواعد الفقهية  ومعرفة سنة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وسيرته وسيرة أصحابه, والدراية بالتاريخ الإسلامى عبر مختلف العصور والإستفادة منه هى أمور حيوية وأساسية ولابد من معرفتها كى تستقيم حياة المسلم, فلا هدى أو إستقامة بدون نور العلم, فالعلم هو شعاع النور الذى يهدى الإنسان الى الصراط المستقيم بإذن الله سبحانه وتعالى ويخرجه من ظلمات الجهل والفتن. أرجو أن يكون هذا واضحا.

حسنا, بعد بيان أهمية العلم الشرعى وفضله وصدراته بين مختلف العلوم, يجدر بنا أن نحاول تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول أهمية العلوم الحياتية فى حياة المسلم, فهناك أدلة كثيرة فى ديننا الحنيف تدل على أهمية العلوم الحياتية, فلنتأمل سويا بعض هذه الأدلة. الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وإستخلفه فى الإرض, فكيف يمكن أن يكون الإنسان خليفه الله فى الأرض ولا يعلم شىء عن علومها, فمن شروط الإستخلاف فى الأرض أن يعرف الإنسان كيف يعمر هذه الأرض ويصلحها و كيف يستفيد من كنوزها ويسخر ثرواتها.

الأمر الأخر هو أن العلوم الحياتية مكملة للعلوم الشرعية والفقهية, فلا يستطيع الفقهاء البت فى كثير من المسائل الفقهية المتعلقة بشئؤن الحياة اليومية والحكم فيها بين الحل و التحريم إلا بعد الإستعانة بعلماء المسلمين فى مجالات العلوم المختلفة, فعلى سبيل المثال لا يستطيع الفقيه البت فى أمر من أمور المعاملات التجارية و الإقتصادية او أن يستنبط حكم فقهى صائب فيهما دون إستشارة أهل الخبرة والمعرفة فى المجال الإقتصادى, إذن وجود علماء مسلمين على دراية كاملة بكافة أمور الإقتصاد هو أمر ضرورى للغاية, وهذا ينطبق على سائر العلوم الحياتية النافعة أيضا.

هناك أمر أخر فى غاية الأهمية وهو أن العلوم الحياتية تمثل وسيلة وطريق لمعرفة الله عز وجل, فقد دعا الله عز وجل الإنسان الى التفكر فى الكون و الخلق, وقد جاء هذا مرات عديدة فى القراءن الكريم, وهو أمر مباشر الله سبحانه وتعالى للتعلم ومعرفة أسرار الكون وعلومه, وإلا فكيف للإنسان التفكر والتأمل فى الكون دون معرفة علومه؟

الأمر الاخير هو أن معرفة وإتقان العلوم الحياتية هى وسيلة  لدعوة غير المسلمين الى الإسلام, فان تخلف المسلمين الواضح عن مسار التقدم العلمى أصبح عاملا سلبيا على تنفير غير المسلمين من الإسلام , فلا أحد يريد الإنتماء الى أمة مبتعدة عن مسار الحضارة والتقدم العلمى. ولو كنا متقدمين علميا لشجع هذا الكثير من غير المسلمين لإعتناق الإسلام.  فوائد العلوم الحياتية كثيرة ومتشعبة ومن الصعب إحصائها فى كلمات قليلة, ولكن امل أن يصل المعنى وأن نفهم أهمية وجدوى الأمر.



View the
Original article

0 comments: