الكرة في ملعب الرئاسة

on Friday, March 1, 2013

طالعت بالأمس تقريرا صحفيا منشورا في الاصدار الحديث لفورين بوليسي الامريكية ذائعة الصيت. التقرير يحلل بشكل سياسي عام ما قد يأول الوضع السياسي في مصر خلال الشهور القادمة في العام 2013 ميلادية. سأحاول تقديم التحليل الخاص بخبراء اكبر مطبوعة سياسية في العالم مع سرد التحليل المخالف لهم قدر الامكان حتي نشاهد الصورة بشكل احترافي وبشكل اكثر دقة.

تبدأ فورين بوليسي تحليلها بأن الكرة الان ليست في قدم الولايات المتحدة ابدا كما يظن البعض فالولايات المتحدة فشلت في قراءة وتحليل الموقف السياسي الضخم في بداية اشتعال الثورة المصرية في يناير 2011 م وظلت تناور وتتردد في دعم الثورة الشعبية، وظلت علي دعمها لنظام مبارك وحكومته فترة في عمر الزمان قليلة ولكنها في عمر الثورات طويلة جدا. ومازال الشعب المصري يذكر ذلك جيدا ان الولايات المتحدة تنظر دائما لمصالحها فقط ولا يهمها بأي حال من الاحوال لما تتدعي دفاعها عنه من حقوق انسان ودعم للديموقراطية واستقلال القضاء وسيادة القانون ونشر الحرية والدفاع عن قيمتها في العالم العربي. كل هذا ديكور سخيف تزين به السياسة الخارجية للولايات المتحدة وجهها الذي تعمل به في المنطقة العربية.

والكرة ليست في ملعب احزاب المعارضة سواء المعارضة الحقيقية التي تتمثل حاليا في جبهة الانقاذ وتضم قيادات مثل الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور والحاصل علي جائزة نوبل للسلام، والسياسي حمدين صباحي رئيس التيار الشعبي الذي تشكل من عدة احزاب يسارية وناصرية، وعمرو موسي الدبلوماسي السابق، والسيد البدوي رئيس حزب الوفد وغيرهم من قيادات الاحزاب والحركات الليبرالية واليسارية والاشتراكية. أو حتي المعارضة الكرتونية التي تصنعها دائما اي سلطة تريد احتكار السلطة مثل نظام مبارك ونظام الاخوان وتتمثل هذه المعارضة في احزاب مثل غد الثورة وحزب البناء والتنمية وغيرها.

وحتي المؤسسة العسكرية فلا الكرة في ملعبها الان ولا هي تنتظر دوافع خارجية كما يظن البعض حتي تتخذ قرارها بالتدخل مرة اخري في الشأن السياسي المصري وعزل الاخوان عن السلطة. البعض يتصور ان الجيش ينتظر ضوء اخضر من الخارجية الامريكية أو ينتظر ضغطا شعبيا من خلال المعارضة التي اختارت امس عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة ومقاطعتها. المؤسسة العسكرية لها مكتسبات ينبغي الحفاظ عليها وعدم تكرار الاخطاء الساذجة التي ارتكبها المجلس العسكري السابق والتي لوثت الجيش بدماء الشباب وأثرت جدا في صورة الجيش بالنسبة للناس في مصر خاصة جيل الشباب الصغير وهذا في منتهي الخطورة. ولذلك فالقرار بالتدخل هذه المرة سيكون عن دراسة جادة وتحليل صحيح للوضع، ولن يستطيع الجيش ان يترك البلاد تدخل في دوامة حرب اهلية ولكن في نفس الوقت لن يكون في حسبانه البقاء في السلطة فترة طويلة شريطة ضمان امتيازاته التي ورثها عن فترة الستون عاما التي حكمت فيها المؤسسة العسكرية منذ عام 52 وحتي قيام الثورة المصرية في يناير 2011م.

والخلاصة ان الموقف في منتهي الصعوبة والكرة الان في ملعب واحد فقط . الكرة في ملعب مؤسسة الرئاسة التي لم نري منها حتي الان الا قرارات لا ترقي ان تكون قرارات مسئولة واذا قررت الاستمرار علي نهجها فالثمن سيكون نهاية لفكرة ومشروع الاخوان السياسي حتي يقضي الله امرا. ولن اكون ظالما اذا قلت ان ما اراه حتي الان هو نهاية منتظرة لمشروع التمكين الذي يسير فيه الرئيس ومؤسسة الرئاسة ومكتب الارشاد للسيطرة علي مفاصل الدولة المصرية. وهذه النهاية ستكون كارثية وربما لا يكتفي الشعب المصري بعقاب جماعة الاخوان سياسيا وقانونيا فقط ، فهذا الشعب لو قرأت تاريخه جيدا تعرف انه ليس بالسهل في رد فعله ، اذا غضب!

About the author



View the Original article

0 comments: