مصر ومكانتها في الإسلام

on Saturday, October 13, 2012

إن لمصر مكانة عظيمة عند الله عز وجل ورسله عليهم السلام، فمصر هي كنانة الله في أرضه، وقد أعطاها الله عز وجل منزلة مهمة، وقد وضع الخالق سبحانه وتعالى على عاتق تلك الدولة العظيمة رسالة شاقة وهي حماية الدين والدفاع عن أمته، وقد جعلها وأهلها في رباط إلى يوم الدين. والدليل على أن مصر لها مكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى أنها حظيت بذكر القرآن الكريم لها : “ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ ” (سورة يوسف: 99)، ” وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ” (سورة يونس:٨٧ )،  صدق الله العظيم.

وقد حدث في مصر الكثير من المشاهد التاريخية التي تأتي محملة بذكريات غالية ، وقيم سامية.، وفضائل عظيمة، في جبلها المقدس، ونيلها المبارك.  فكلم الله عز وجل نبيه موسى عليه السلام في جبل الطور، وبها الوادي المقدس، وبها فلق الله البحر لموسى، وبها ولد موسى وهارون ولقمان. وعاش بمصر الخليل ابراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف وعيسى عليهم صلوات الله وسلامه جميعا.

وحب مصر وأهلها يعد فضلا ومنزلة، وهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاءت في السنة النبوية الشريفة، حيث وصى عليه الصلاة والسلام بمصر وأهلها لما لهم من الذمة والرحم، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحةعن عبد الرحمن بن شماسة االمهدي قال: سمعت أبا ذر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية أخرى عند مسلم” إنكم ستفتحون مصر” ، والمراد بالقيراط المذكور في الحديث هو جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به.

ولأن حكمة الله تعالى شاءت لمصر أن تنهض بأشرف رسالة في الوجود حفاظا على دينه ونشرا له وتبليغا، وتعليما، وحماية للأمة الإسلامية وتراثها ، وقيامها بالجهاد في سبيل ذلك كله من أجل هذا، حث الإسلام على تكوين جند عظيم لمصر، وهو خير أجناد أهل الأرض. وإنما كان جند مصر هو خير أجناد أهل الأرض لأنه سيظل في رباط وحراسة للحدود وللوطن الإسلامي إلى يوم القيامة، وهذا ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض ” فقال أبو بكر الصديق: ولم يا رسول الله ؟ قال: ” لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 فجندها وأهلها في رباط ودفاع عن الحق، ونصرة للخير وتبليغ للإسلام، ونشر لقيمها. ففي كل أمة وبيئة من يشذ عن الطريق أو يخرج عن الجماعة لسبب أو إشاعة بتأويل أو غير تأويل، ولكن حكم القلة لا يسئ إلى الجماعة. فكل جند مصر بخير وإيمان ، وقوة وإذعان، ورضوخ للحق، وإخلاص للنية، ليقينهم بسمو أهداف أمتهم، وإيمانهم بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. ولقد وضح رسول الله صلى الله عليه وسلم معادن الناس والجند بصفة خاصة في حديثه الصحيح، فلا ينقص من عظمة مصر وجندها بعض الذين شذوا وانحرفوا عن الطريق الصحيح.

About the author



View the Original article

0 comments: