و بشر الصابرين

on Wednesday, October 17, 2012

{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157].  آية توقفت عندها كثيراً في أولى لحظات ألمي أحقاً أن الله تعالى وعد الصابرين هذا الوعد؟؟ ولماذا يمنح الله الصابرين كل هذه المنازل والدرجات والوعود؟؟ ما ميزة الصابرين عن غيرهم؟؟ ولماذا وصفهم بالمهتدين وصلى عليهم؟؟   أسئلة كثيرة دارت في خلدي وأنا أسترجع معنى هذه الآية أتفكر فيها كل هذا في أولى لحظات ألمي فتفكرت في الأحوال التي يجب فيها الصبر فوجدت فيما وجدت أن  البلاء امتحانٌ من الله عز وجل لعباده ليعرف الصادق من الكاذب وليزيد ثبات المؤمن منهم فينهار الإنسان أمامه ويلعن القدر واليوم الذي نزل فيه هذا البلاء ويندب ويبكي، وقد يفقد عقله من هول ما يجد من بلاء ومن ثم لا يجد أمامه سوى الانتحار ليرتاح من هذا البلاء الذي لا يرفع عنه ولا يجد سبيلاً لرده الهم نيران تستعر في القلب وتؤرقه وتضيع الوقت وتشيب الرأس وتزيد الغضب الهم عدوٌ للإنسان مرافقٌ له في حله وترحاله بسبب الهم يخسر الإنسان علاقاته بسبب الهم يدمر الإنسان نفسه يحاول الخروج منه بشتى الطرق المهدئات والمسكنات والمنشطات وفي النهاية يصل الأمر به إلى الانتحار للخروج من هذا الهم الذي نغص عليه لذة حياته. و لكن اذا صبر صبرا جميلا اي لا يلعن و لا بفعل ما سبق من اعمال بذيئه لن يكون مضطر لهذا و سيثبته الله علي ذلك و له خير كثير كما قال ربنا في الايه السابقه.

فوائد الصبر

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) رواه البخاري . وعن أنس رضي الله عنه قال : سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : ( إن الله قال : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ) رواه البخاري وفي رواية للترمذي ( فصبر واحتسب) . وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( يقول الله سبحانه : ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة ) رواه ابن ماجة حسنه الألباني . طبيعة الحياة الدنيا اقتضت حكمة الله أن تكون حياة البشر على ظهر هذه الأرض مزيجًا من السعادة والشقاء ، والفرح والترح ، واللذائذ والآلام ، فيستحيل أن ترى فيها لذة غير مشوبة بألم ، أو صحة لا يكدرها سقم ، أو سرور لا ينغصه حزن ، أو راحة لا يخالطها تعب ، أو اجتماع لا يعقبه فراق ، كل هذا ينافي طبيعة الحياة الدنيا ، ودور الإنسان فيها ، والذي بيَّنه ربنا جل وعلا بقوله :{إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا }(الإنسان 2) .

ضرورة الصبر

ولهذا فإن خير ما تواجه به تقلبات الحياة ومصائب الدنيا ، الصبر على الشدائد والمصائب ، الصبر الذي يمتنع معه العبد من فعل ما لا يحسن وما لا يليق ، وحقيقته حبس النفس عن الجزع ، واللسان عن التشكي ، والجوارح عن لطم الخدود ونحوها ، وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، وقد ذُكر في القرآن في نحو تسعين موضعاً – كما قال الإمام أحمد – وما ذاك إلا لضرورته وحاجة العبد إليه .

أنواع الصبر

والصبر أنواع ثلاثة صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها ، وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها ، و صبر على الأقضية والأقدار حتى لا يتسخطها ، وهذه الأحاديث القدسية في النوع الثالث من أنواع الصبر وهو الصبر على أقدار الله المؤلمة



View the
Original article

0 comments: